يعيش السكان القاطنون بالأقبية بالعمارات الواقعة بشارع 5 بباب الوادي بالعاصمة، حياة الذل والمهانة داخل أقبية مظلمة تغيب فيها أدنى شروط الحياة الكريمة والمريحة محرومة من التهوية والأكسجين وغيره من الضروريات، وفي السياق ذاته أبدت العائلات المقيمة بهذه الأقبية امتعاضها وأسفها الشديد من المعاناة اليومية والوضع المزري والكارثي الذي تعيشه داخل تلك الأقبية منذ سنوات طويلة بسبب أزمة السكن الخانقة التي عرفتها الجزائر لاسيما بعد أحداث العشرية السوداء، التي ساهمت بشكل كبير في خلق الأزمة المماثلة بسبب هروب سكان المناطق الداخلية من بطش الإرهاب ونزوحهم إلى المناطق الكبرى على غرار العاصمة أين تتواجد المراكز الأمنية مما خلق فوضى، وحرم السكان الأصليين من الاستحواذ على سكنات لائقة للخروج من هذه الزنزانات المظلمة لتبقى الأزمة تفتك بالعديد من سكان الجزائر العاصمة رغم المشاريع المتعددة للسكنات التي قامت الدولة بتحقيقها خلال السنوات الأخيرة، إلا أن مشكل هؤلاء السكان لم يراوح مكانه ولم تستفد العائلات المقيمة بالأقبية إلى يومنا هذا، وهذا بسبب ملايين ملفات السكن، لذا لم تنل هذه العائلات المقيمة بذات الأقبية نصيبها بعد من السكن اللائق، والكثير من العائلات فضلت الاستقرار بهذه الأقبية المظلمة التي تنعدم فيها أدنى متطلبات العيش الكريم والضروريات على العيش في العراء على غرار البيوت الفوضوية التي تعتبر الحياة داخلها جحيما على حد تعبير العائلات، وعليه فهي مجبرة على البقاء بين أحضان أقبية عمارات تفتقد لأدنى ضروريات الحياة الكريمة، بل الأمر من ذلك هو أنها تواجه معاناة وجحيما حقيقيا بسبب تسرب المياه القذرة لقنوات الصرف الصحي ما ينجر عنه الانتشار الواسع للروائح الكريهة والحشرات المؤذية، لتجد نفسها مع مرور الوقت عرضة لمختلف الأمراض والتعقيدات الصحية منها الحساسية المفرطة والربو وغيرها من الأمراض التي باتت تفتك بهم خاصة الأطفال والرضع مازاد من أوضاعهم تعقيدا، فضلا عن مشكلة تسرب المياه القذرة من قنوات الصرف الصحي نحو أقبية عمارات باب الوادي على حد تعبير القاطنين، حيث أصبحت تشكل كابوسا لدى السكان، وبات الوضع لا يطاق في ظل تسربات المياه القذرة والروائح الكريهة والحشرات الضارة دون الحديث عن مختلف الحيوانات الخطيرة التي تكاثرت بشكل مريع أين وجدت ضالتها في المكان كالجرذان والفئران، حتى في الشتاء والجو البارد لم يمنع من انتشار البعوض والحشرات المؤذية كالذباب والناموس بالعديد من أقبية العمارات، وهذا لا يقتصر على أقبية باب الوادي فقط بل معظم الأقبية الواقعة على مستوى البلديات الواقعة بولاية الجزائر العاصمة، على غرار حسيبة بن بوعلي، ديديوش مراد، عبان رمضان وغيرها من الأقبية التي يصارع السكان القاطنون فيها معاناة وجحيما بكل ما تحمله المعاني من مأساة والفاتورة يدفعها الأطفال الأبرياء الذين لا ذنب لهم سوى أنهم ولدوا في مكان تنعدم فيه أدنى متطلبات الحياة الكريمة وقدرهم أنهم ترعرعوا في مكان يتقاسمون فيه العيش مع الجرذان والحشرات· وأمام هذه الأوضاع والكوارث المأساوية التي يعيشها السكان بالأقبية يجدد هؤلاء مطالبهم للسلطات المحلية والولائية بوضع حد لمعاناتهم وترحيلهم إلى سكنات لائقة لإنقاذهم من الموت المحدق بهم جراء الأمراض التي تفتك بحياتهم داخل تلك الزنزانات الضيقة والمظلمة التي حوّلت حياتهم إلى جحيم·