أعرب السكان القاطنون بالأقبية بالعمارات الواقعة بشارع 9 ببلدية باب الزوار بالعاصمة عن استيائهم الشديد من المعاناة اليومية والوضع المزري والكارثي الذي يعيشونه داخل تلك الأقبية منذ سنوات طويلة بسبب أزمة السكن الخانقة التي تعرفها البلاد لاسيما بعد أحداث العشرية السوداء· ساهمت هذه العشرية بشكل كبير في أزمة السكن بسبب هروب سكان المناطق الداخلية من بطش الإرهاب ونزوحهم إلى المناطق الكبرى على غرار العاصمة، أين تتواجد المراكز الأمنية مما خلق فوضى وحرم السكان الأصليين من الاستحواذ على سكنات لائقة للخروج من هذه الجحور المظلمة لتبقى الأزمة تفتك بالعديد من سكان الجزائر العاصمة· رغم المشاريع المتعددة للسكنات التي قامت الدولة بتحقيقها خلال السنوات الأخيرة، إلا أن مشكل هؤلاء السكان يراوح مكانه ولم تستفد العائلات المقيمة بالأقبية إلى يومنا، وهذا بسبب ملايين طلبات السكن، لذا لم تنل هذه الأخيرة نصيبها بعد من السكن اللائق، وكثيرا من العائلات فضلت الاستقرار بهذه الأقبية المظلمة التي تنعدم فيها أدنى شروط العيش الكريم منها انعدام التهوية وغيرها من الضروريات على العيش في العراء على غرار البيوت الفوضوية التي تعتبر الحياة داخلها جحيما وكابوسا أسود على حد تعبير العائلات، وعليه فهي مجبرة على البقاء بين أحضان أقبية عمارات تفتقد لأدنى ضروريات الحياة الكريمة، بل الأدهى من ذلك هو أنها تواجه معاناة وجحيما حقيقيا بسبب تسرب المياه القذرة لقنوات الصرف الصحي ما ينجر عنه الانتشار الواسع للروائح الكريهة والحشرات المؤذية، لتجد نفسها مع مرور الوقت عرضة لمختلف الأمراض والتعقيدات الصحية منها الحساسية المفرطة والربو وغيرها من الأمراض التي باتت تفتك بهم خاصة الأطفال والرضع مازاد من أوضاعهم تعقيدا، حسب تأكيد بعض العائلات أن مشكلة تسرب المياه القذرة من قنوات الصرف الصحي نحو أقبية عمارات باب الزوار بالعاصمة، أصبحت تشكل كابوسا لدى السكان، حيث بات الوضع لا يطاق في ظل تسربات المياه القذرة والروائح الكريهة والحشرات الضارة والمؤذية دون الحديث عن الحيوانات الخطيرة التي وجدت ضالتها في المكان خصوصا الجرذان والفئران، حتى في الشتاء والجو البارد لم يمنع من انتشار البعوض والحشرات المؤذية كالذباب والناموس بالعديد من أقبية العمارات وهذا ليس بأقبية باب الزوار فقط بل معظم الأقبية الواقعة على مستوى البلديات الواقعة بولاية الجزائر العاصمة، على غرار 5 جويلية، برج الكيفان، حسيبة، عبان رمضان وغيرها من الأقبية التي يتخبط السكان القاطنون بها في معاناة وجحيم بكل ما تحمله المعاني من مأساة والفاتورة يدفعها الأطفال الأبرياء الذين لا ذنب لهم سوى أنهم ولدوا في مكان تنعدم فيه أدنى متطلبات الحياة الكريمة، وقدرهم أنهم ترعرعوا في مكان يتقاسمون فيه العيش مع الجرذان والحشرات· وأمام هذه الأوضاع المأساوية التي يعيشها السكان بالأقبية يجدد هؤلاء مطالبهم للسلطات المحلية والولائية بوضع حد لمعاناتهم وترحيلهم إلى سكنات لائقة لإنقاذهم من الموت المحدق بهم جراء الأمراض التي تفتك بحياتهم داخل تلك الجحور المظلمة التي حوّلت حياتهم إلى جحيم·