مليكة حراث أعرب السكان الذين اتخذوا من الأقبية سكنات لهم هروبا من التشرد بالشوارع في ظل أزمة السكن الخانقة على مستوى ولاية العاصمة من بينهم سكان حي 05 جويلية التابع لإقليم بلدية باب الزوار عن مدى تذمرهم واستيائهم من الوضعية الكارثية التي يعيشونها داخل تلك الأقبية الشبيهة بالجحور منذ عدة سنوات وحسب احد القاطنين بالقبو "لأخبار اليوم" فإنهم فضلو الاحتماء داخل تلك الأقبية عوض التشرد وأطفالهم في الشوارع أو السكن بالبيوت القصديرية. وعلى حد تعبيره فان حياتهم أضحت هاجس وجحيم داخل أقبية العمارات التي تفتقر لأدنى شروط الحياة الكريمة والملائمة للعيش ، والأدهى من ذلك هو تسرب ، المياه القذرة من قنوات الصرف الصحي مما زاد من معاناة العائلات التي أصبحت تتخبط وسط تلك المياه ناهيك عن الروائح الكريهة التي تحبس الأنفاس والتي انجر عنها جلب كل أنواع الحشرات الضارة ، وفي ذات السياق أبدى هؤلاء تخوفهم من حدوث كارثة وبائية إلى جانب انتشار الأمراض الصدرية والتنفسية، بالإضافة إلى الحساسية المفرطة والطفح الجلدي الذي أصاب معظم الرضع والأطفال حسب ما أدلت به لنا بعض العائلات وفي ذات المنوال يقول احد القاطنين أن مشكلة المياه القذرة التي تتسرب عبر الأقبية باتت تهدد صحة وسلامة هؤلاء سيما بعد انتشار الجرذان والقوارض وكل أنواع الحشرات ،بات وضعا عصيبا عليهم وخاصة على أطفالهم وأضاف أنه رغم البرد القارص إلا أن هذه الأقبية أضحت مكانا وملاذا لتلك الحيوانات وأيضا الناموس الذي نغص عليهم راحتهم ونومهم رغم اقتناء كل أنواع المبيدات للتخفيف من انتشارها إلا أنها لم تجد شيئا مقابل الانتشار المذهل لتلك الحشرات الضارة والحيوانات سيما الفئران والقوارض التي باتت خطرا يهدد سلامة الرضع. وفي هذا الشأن أكد احد القاطنين بحي 5 جويلية أن الأقبية التي تم تحويلها إلى سكنات، ورغم عدم شرعيتها، حلت جانباً من مشكل بعض العائلات التي كان مصيرها الشارع في ظل أزمة السكن وتعدد أفراد العائلات وأضاف أن رغم الظروف القاسية التي يعيشونها إزاء افتقار أدنى شروط الحياة بالإضافة إلى الرطوبة العالية التي تسببت في إصابة العديد منهم بأمراض مختلفة غير أن مشكل تسربات المياه القذرة من قنوات الصرف الصحي نحو أقبية العمارات حال دون راحتهم وزاد الأوضاع سوءا ورغم الشكاوي المتعددة والكتابات المتكررة للسلطات المحلية لانتشالهم من الوضع الكارثي الذين يعشونه من الذل والمهانة من جهة والأمراض التي تفتك بهم من جهة أخرى داخل تلك الأقبية المظلمة التي لاتصلح كمأوى للبشر إلا انه لا شيء تغير.