النفسانية دحماني حفيظة ل"أخباراليوم": المجتمع مسؤول عن تفاقم العنف في المدارس إلتقت يومية "أخباراليوم" بالسيدة شامي حفيظة، بمكتب وظيفتها بمديرية التربية لولاية المدية فأجرت معها "دردشة" حول اهتمامها بظاهرة العنف ضد الطفل في الوسط المدرسي، والتي تتنامى يوماً بعد يوم في ظل انعدام الأساليب الناجعة للتقليل منها، وعن دحماني حفيظة الجامعية والكاتبة فكان وأن سبق لها وأن اشتغلت مستشارة للتوجيه المدرسي والمهني، ما شجَّعها على مواصلة البحث في موضوع "العنف ضد الطفل في الوسط المدرسي". من مؤهلاتها العلمية ماسترعلم النفس الصدامي من جامعة الجزائر، علم النفس الإكلينيكي بجامعة هولندا وليسانس في الأورطوفونيا من جامعة الجزائر. إضافة إلى هواية المشاركة في المسابقات الفكرية، آخرها الجائزة الثانية مناصفة في مسابقة بن شنب المنظمة من والي المدية. أما فيما يخص إهتمامها بظاهرة العنف في المحيط المدرسي، فقد أرجعته محدثتنا إلى عدد من الأسباب ،في مقدمتها تفاقم الظاهرة التي يمكن أن نطلق عليها العنف الإجتماعي، لكن-أضافت- في مجال أبحاثي الأكاديمية ركزت على هذه الفئة، لأنها اللبنة الاولى لتكوين جيل خال من الاثارالنفسية المصدومة، فهذه الأمراض السلوكية المؤثرة على أفراد المجتمع، أصلها نابع منذ الطفولة المبكرة سواء في البيت أو المدرسة ثم في المجتمع، كما ان مجال اهتمامي بالظاهرة يعود إلى موضوعي المعالج في رسالة الماجستير "آثارالتحصيل الدراسي عند الطفل المصدوم" أما عنوان الكتاب تحت الطبع إن شاء الله فهو "آسفة.. أرفض أن تضرب طفلي"، بعد ملاحظاتي بعض الأثارالسلبية المؤثرة على الفئات العمرية للأطفال بالوسط المدرسي، مع العلم -أضافت- أن أي إنسان ومهما كان يحبِّذ مجتمعا خاليا من أي عنف أكان نفسيا أولفظيا اوجسديا أو ما يساعد على ضعف تحصيلهم الدراسي، للعلاقة الوطيدة بين العنف والتحصيل العلمي،لأن العنف يعتبر حدثا صدميا للأطفال المتمدرسين. اما عن تأثيرالعنف على نمو الطفل جسديا، فأشارت دحماني حفيظة إلى كون العنف الجسدي يتسبب في عاهات مستديمة، حسب درجة العنف الممارس ضده، وهناك فعلا تأثيراتٌ سلبية على المستوى النفسي والجسدي، لأن حركة النمو تكمن حقيقتها في الحلقات المترابطة فيما بينها، وحسبها فإن من بين هذه الأعراض الملموسة وسط هذه الفئة: فقدان شهية الأطعمة، فالأطفال المتعرضون للعنف يتميزون بفقدان الشهية التي تؤثر سلبا على نموهم الجسمي . أما عن اختلاف نسب الظاهرة بين أطفال المدينة والريف، فاشترطت محدثتنا ضرورة إجراء دراسة ميدانية لإستنباط المقارنة بين تعنيف الأطفال بكل من المدن والأرياف، وفي رأيها أن المشكل لا يكمن في الجهة، كون العنف مرفوض وبكل أنواعه وضد الاطفال خصوصا، مضيفة في ذات السياق "أعتمدت في بحثي نماذج لبعض الولايات منها المدية لكن بمدارس المناطق الحضرية ،كما ركزنا على الاثار المترتبة عن هذا السلوك بالنسبة للطفل، سواء كانت نفسية أم مادية وعلى الأمد البعيد، والتي تؤثر وبدرجة كبيرة على النمو النفسي للطفل الذي يبقى ملازما له حتى مرحلة الرجولة"، ملاحظة في سياق بحثها إرتفاعا طفيفا في تعنيف الذكور، لكن بالنسبة الواقع الإجتماعي، فإن الظاهرة منتشرة بشكل ملفت وسط الأسرالفقيرة. وعن أسباب العنف المتنامي، أرجعتها محدثتنا إلى جملة من الدوافع غير المبررة في رأيها، كالظروف الإجتماعية والوسط المدرسي، إضافة إلى التنشئة الخاطئة كالإهمال، لعدم وعي الأطراف المهتمة برعاية الطفل أسرياً في مقدمتها الوالدان، الواجب عليهما العناية بطفلهما وهوجنين ثم عند ميلاده وأثناء مروره بكل مراحل نموِّه حتى تجاوزه مرحلة المراهقة. فيما تبقى -حسبها- طرقٌ للعلاج منها على سبيل المثال لا الحصر العلاج النفسي الذي يلاحظ أن الأسرالجزائرية بدأت تنفتح عليه لكن يجب أن يبدأ مبكرا. ضاربة مثلا عن وحدات متابعة الصحة المدرسية عبر38 وحدة بالقطاع التربوي بالمدية، والتي أردفت قائلة في ختام دردشتنا "كان لي الحظ العمل بوحدة طحطوح بالمدية، حيث تعاملت مع حالات من هذا النوع، وربما كانت بداية اهتمامي بالاطفال الذين يعانون من أزمات نفسية وحالات في الفشل المدرسي إلخ.."، قد تعود عواملها حسب دراستها إلى العنف المدرسي، لكنها غيركافية مقارنة بعدد المؤسسات التربوية التي يفوق عددها 800 مؤسسة.