بعد أن كانوا عرضة له في الشارع التحرش بالأطفال ينتقل إلى البيوت كثرت قضايا التحرش ضد الأطفال القصر وأضحت تطالهم حتى من أقرب مقربيهم من الأب والأخ الأكبر والعم والخال.. واتسعت رقعة تلك الاعتداءات الوحشية التي باتت تمس البراءة، بحيث صاروا يشكلون مطمعا للكبار على الرغم من رهافة حسهم وبنيتهم الجسدية الضعيفة، وأضحت الإناث أو الذكور على حد سواء مستهدفين في تلك الجرائم المرتكبة في حقهم ويتحملون المضار الناجمة عنها من أضرار جسدية وإحباطات نفسية، ولم تعد تلك الاعتداءات تطال الطفل الصغير في الشارع فقط بل أضحت تلحقه حتى وهو في البيت من أفراد الأسرة الواحدة. وبعد أن كانت تلك الاعتداءات تتربص بالطفل على مستوى الشوارع من طرف الأغراب صارت تلحقه حتى وهو في البيت على اعتبار أنه الموضع الآمن الذي تحوّل مؤخرا إلى موضع رعب بعد الآفات التي صارت تتربص بالأطفال هناك من طرف ذويهم وأقاربهم. وحسب ما تعالجه المحاكم من قضايا وعينات من الواقع جرت تفاصيلها هنا وهناك كشفت عن ضلوع الأقارب في مثل تلك القضايا المخجلة حتى صار الأولياء لا يأتمنون على فلذات أكبادهم حتى وهم في البيت، خاصة وأن بعض الأطفال كانوا ضحايا لاعتداءات جرت وقائعها داخل بيوتهم وكان الأشخاص المتورطون فيها من أقاربهم. وقد تعرضت طفلة لم تتعد 10 سنوات إلى تحرش جنسي من طرف ابن عمها البالغ من العمر 16 سنة بعد انفراده بها في البيت العائلي وفزعت الطفلة وفرت إلى بيت الجيران ولم تطأ البيت إلا بعد عودة أمها من العمل، بحيث سردت لها القصة فهرعت بها أمها إلى الطبيب من أجل الكشف ولحسن الحظ أن الاعتداء لم يكن مباشرا، وأجبرت أم الضحية على كتمان الأمر لتفادي تفكك العائلة الواحدة وسترت الأمر إلا أنها لم تتوان عن تحذير الفاعل من فعلته وتهديده بفضحه إن هو أعاد الكرّة ثانية. فضيحة أخرى اهتز لها مؤخرا حي يقع بقلب العاصمة بعد خبر اعتداء عمّ على ابني أخيه بعد أن تركتهما أمهما وذهبت إلى العمل، وكان الطفلان قاصرين واستغربت أمهما للفعل الذي طالهما من عمهما الذي لم يكن ولو مرة محل شكوك من طرفها وكانت تترك معه طفليها بعد الانتهاء من ساعات عمله مبكرا ولم تتفطن لتلك الأمور الحاصلة إلا مؤخرا بعد بعض التلميحات الصادرة من ابنها الصغير، أما أخوه الأكبر فكتم الأمر خوفا من عمه الذي كان يهدده دوما في حال كشفه للأمر. والعينات المتداولة هنا وهناك أجبرت العائلات على اتخاذ تدابير الحيطة والحذر بعد أن صار الأطفال مستهدفين في الشارع والبيت من طرف بعض الأشخاص الذين استعبدتهم شهواتهم الحيوانية ونزواتهم العابرة، وحسب ما جمعناه من آراء فإن الكثير من الأولياء فقدوا ثقتهم حتى في الأقارب وصار لا يهنأ لهم بال إلا بعد الاطمئنان على فلذات أكبادهم بوضعهم في أياد أمينة واختيار حاضنات محل ثقة، ما وضحته السيدة آمال التي رأت أن الأطفال هم في خطر في الشارع والمدرسة ولم تستثن حتى البيت من المشكل في ظل السكن بالبيت العائلي الكبير، وأوضحت أنها شخصيا لم تعد تثق بأحد وهي دائمة النصح والتحذير لأبنائها الصغار حتى لا يقعوا في مخالب هؤلاء. اقتربنا من المختصة النفسية (ج. سليمة) لمناقشة الموضوع فقالت إنه بالفعل الطفل أصبح مهددا حتى في داخل الأسرة الواحدة بسبب ما تعكسه العينات الحية التي كشفت تورط الأصول والفروع في قضايا التحرش ضد الأطفال، وقالت إن الآفة تعود إلى عدة أسباب منها مشكل السكن الذي أجبر على ضم عائلات بأكملها في نفس البيت الذي يضم العم والخال وابن العم وابن الخال مما أدى إلى تمهيد الطريق للتفكير في تلك الجرائم ضد البراءة، من دون أن ننسى الانفتاح على عالم الأنترنت وإبحار البعض من مختلف الشرائح العمرية في المواقع المشبوهة التي زادت من حدة انتشار تلك الجرائم، وأوصت في الأخير بضرورة فتح أعين الأولياء على رقابة الأطفال سواء على مستوى الشارع أو المدرسة وحتى بالبيت الذي لم يعد هو الآخر موضعا آمنا يحمي الطفل الصغير.