منهم 800 ألف صبيّ لاجىء الأزمة السورية تطحن مليوني طفل أعلنت منظمة الأمم المتّحدة للرعاية والطفولة (اليونيسيف) عن أن عدد الأطفال الذين تضرّروا من الأزمة التي تشهدها سوريا بلغ مليوني طفل، منهم 800 ألف طفل لاجئون خارج البلاد. رصد التقرير أن أربعة ملايين متضرّر سوري داخل الأراضي السورية، نصفهم من الأطفال، مقابل مليوني لاجئ في دول المنطقة، من بينهم 800 ألف طفل، حيث ينتشر نصف مليون من اللاّجئين الأطفال في كلّ من الأردن ولبنان وتركيا والعراق ومصر. وأكّد التقرير الصادر عن إدارة المنظمة في جينيف أن تواصل العنف والنّزوح المتزايد للسكان وتدمير البنية التحتية والخدمات الأساسية نتيجة النّزاع في سوريا، بما يهدّد جيلا كاملا من الأطفال ويصيبهم بجراح جسدية ونفسية قد تؤثّر عليهم مدى الحياة. وعلى صعيد المساعدات المرصودة للمتضرّرين من هذه الأزمة أكّد (اليونيسف) على وجود نقص حادّ في التمويل لديها للاحتياجات المتعلّقة باللاّجئين السوريين من النساء والأطفال، مشيرة إلى احتمالية تقليص مساعداتها قبل شهر مارس الجاري بعد مرور عامين على بداية الأزمة في سوريا. وجاء في التقرير أن 20 في المائة فقط من حجم المساعدات المطلوب توفيرها حتى منتصف جوان 2013 وصل إلى المنظمة، فيما كانت المنظمة قد طلبت من المجتمع الدولي توفير مبلغ 195 مليون دولار أمريكي للأشهر المقبلة، الأمر الذي سيؤدّي إلى اضطرار المنظمة إلى إيقاف عدد من التدخّلات الأساسية المنقذة للأرواح قبل نهاية مارس 2013، كما ستعجز عن تلبية الاحتياجات الأساسية للأطفال. ووجّهت (اليونيسف) دعوة للمجتمع الدولي لتأمين أكثر من 195 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية للأطفال والنساء المتضررين من الأزمة في سوريا والأردن ولبنان وتركيا والعراق ومصر. إلى ذلك، ذكرت منظمةٌ خيرية دولية أن الأطفال السوريين ربما يكونون أكبر ضحايا الصراع في بلدهم، مع تعرّضهم لإطلاق النّار والتعذيب والاغتصاب على مدى عامين من الثورة. وأضافت منظمة (أنقذوا الأطفال) التي مقرّها لندن في تقرير نشر أمس الأربعاء أن مليوني طفل يواجهون سوء التغذية والأمراض والزّواج المبكّر للفتيات والصدمات النّفسية الحادّة، مما يجعلهم ضحايا أبرياء لصراع دموي أزهق بالفعل أرواح 70 ألف شخص. وأبلغ جوستن فورسيث المدير التنفيذي للمنظمة (رويترز) أثناء زيارة إلى لبنان حيث فرّ 340 ألف سوري: (هذه حرب.. النساء والأطفال هم الضحية الأكبر فيها). وأضاف فورسيث أنه التقى فتى من اللاّجئين السوريين عمره 12 عامًا، أبلغه بأنه شاهد صديقه الحميم وهو يلقى حتفه بعد أن إصابته رصاصة في صدره خارج مخبز. وأشار تقريرُ المنظمة إلى بحثٍ جديد أجري بين اللاّجئين السوريين في تركيا وجد أن واحدًا من بين كلّ ثلاثة أطفال قال إنه تعرّض للضرب أو أُطلقَ الرصاصُ عليه. وفرَّ ملايين السوريين من منازلهم إلى أماكن أكثر أمانًا داخل البلاد أو إلى دول مجاورة. وتقول منظمة (أنقذوا الأطفال) إن 80 ألف شخص يعيشون في مخازن للحبوب ومرابض للسيّارات وكهوف، وإن الأطفال يعانون للعثور على ما يكفيهم من الطعام. وقال فورسيث إنه التقى طفلاً أبلغه أنه كان في زنزانة في السجن مع 150 شخص، من بينهم 50 طفلاً.