الأولياء يعتزمون "سجنهم" في البيوت هاجس الاختطافات يعكّر عطلة الأطفال سوف لن يتمتع الأطفال بكامل حريتهم في ظل الظروف المحيطة بفئتهم في هذه الآونة ورعب الاختطاف الذي يتربص بهم، وستكون عطلة ربيعية تحت الحراسة والرقابة المشددة للأولياء، وستعلن حالة الطوارئ دون شك في كامل الأسر التي لا حديث لها في هذه الأيام سوى عن آفة الاختطاف التي تطال أطفالنا وتفتك بأمن البراءة بوجه عام. تعيش أغلب العائلات في حالة من الرعب والترقب في ظل ارتفاع حالات الاختطاف المصوبة نحو الأطفال والتنكيل بجثتهم بأبشع الصور، وبعد الشروع اليوم في العطلة الربيعية وحسب ما جمعناه من آراء من عند الأولياء سوف تكون عطلة مقيدة برعب الاختطاف ولا ينعم فيها الأطفال بكامل حريتهم في اللعب واللهو والمرح خوفا من تعرضهم إلى أي طارئ يمس سكينة وراحة الأولياء. حتى أن اللوم والعتاب عن النتائج الدراسية للفصل الثاني سيكون مخففا في هذه المرة تفاديا للنتائج السلبية المنجرة عن العقاب، بحيث يذهب بعض التلاميذ إلى الانتحار أو الهروب من المنزل وتمهيد الطريق لوحوش الشارع للقيام بأفعالهم الدنيئة التي لا تمت للشرع والقانون بأي صلة. اقتربنا من بعض الأولياء من أجل جمع آرائهم والوقوف على حالتهم في فترة الاختطافات التي تهدد فلذات أكبادهم، فوجدنا القلق والتوتر من السمات الغالبة عليهم خاصة وأن الاختطاف بات آفة تطارد الأطفال أينما حلوا، وازدادت وتيرته بسرعة فائقة وبتنا نسمع كل يوم عن حوادث الاختطاف والاغتصاب. السيدة مريم أم لثلاثة أبناء متمدرسين قالت إنها مجبرة على سجن أطفالها بالبيت خلال العطلة، فلا دخول ولا خروج من البيت إلا برفقتها أو رفقة أبيهم كونها تخاف يوما أن تعيش لحظات الأم التي خطف ابنها من أمام أعينها وتفضل الموت على تلك المأساة، وأضافت أن الاختطاف زاد من قلق وتوتر الأولياء وهلعهم على فلذات أكبادهم وهم يعيشون لحظات عصيبة جدا خوفا من تعرض أبنائهم إلى ذلك المصير المشؤوم الذي خلف العديد من الضحايا من الأطفال. نفس ما راح إليه السيد عمر الذي قال إنه كان في السابق يستفيد من عطلة استثنائية في عمله لأجل التجوال مع أطفاله خلال العطلة وتركهم على حريتهم، لكن ألغى العادة في هذه المرة وأمر زوجته بالحكم عليهم بالسجن في البيت كي لا يتعرضوا إلى أي مكروه وحتى مهمة اقتناء بعض المستلزمات حذفت من مهامهم وأضحى هو من يتكفل بها بعد انتهاء ساعات العمل وكل ذلك لأجل عدم تعرضهم للاختطاف ودحر خطط الأيادي المتربصة بالبراءة التي لا حول ولا قوة لها. المعلمون من جهتهم تكفلوا بإسداء بعض النصائح إلى الأطفال قبل مغادرتهم الفصول الدراسية واستفادتهم من العطلة وأوصوهم بضرورة الالتزام بها، حتى من المعلمين من كثف الواجبات المنزلية خلال العطلة لكي ينشغل الأطفال بها ولا تتاح لهم فرصة مغادرة البيت والتعرض إلى مختلف المخاطر التي باتت تهددهم على مستوى الشوارع وبالأحياء وفي كل مكان، والحرص على رقابة الأطفال بات حتمية لابد من الالتزام بها من طرف الأسر.