موجة جرائم جديدة ضد المسلمين 20 قتيلاً وحرق 5 مساجد في بورما استعاد الجيشُ البورمي أمس السبت السيطرة على مدينة ميكتيلا بوسط بورما التي فرضت فيها حالة الطوارئ بعد ثلاثة أيام من أعمال عنف بين بوذيين ومسلمين مما أسفر عن سقوط 20 قتيلاً على الأقل. وقد أرسلت نحو خمسين شاحنة عسكرية إلى هذه المدينة والتي بدأت تستعيد أنفاسَها وتنظف شوارعها من الركام بعد أن سيطر عليها رجالٌ مسلحون بالعصي والسكاكين. واحترقت أحياء بأكملها وعدد من المساجد في المدينة وامتلأت الشوارع بالجثث المتفحمة. وحتى مساء الجمعة كان الوضع خارجاً عن سيطرة قوات الأمن كما يبدو. وقال أحد المسلمين الذين لجأوا إلى ساحة للرياضة لوكالة فرانس برس: (إنَّ غالبيتنا تريد العودة إلى منازلها إن تمكن الجيش من إعادة الأمن)، مضيفًا: (وجود الجنود في المدينة أمر جيد لأنَّ بإمكانهم أن يحملوا لنا الاستقرار). وصرَّح مسئول حكومي (ليس لدينا حتى الآن حصيلة نهائية وما زلنا نجمع الأرقام)، وأشار ضابط شرطة إلى سقوط 20 قتيلاً على الأقل فيما أبقت الصحافة الرسمية على حصيلة 11 ضحية. وهدَّد كهنة بوذيون وشبان مسلحون بعصي وسكاكين الجمعة مجموعة من الصحافيين وأجبروهم على تسليمهم شرائح الذاكرة لآلات تصوير كانت بحوزتهم. وغادر معظمُهم المدينة. وشكلت لجنة تحقيق من أجل معرفة أسباب اندلاع موجة العنف المفاجئة في مدينة معروفة بهدوئها. وقد اندلعت أعمال العنف مجدداً إثر مشاجرة بين أحد المسلمين يمتلك محلاً لبيع الذهب وبائعين بوذيين في بلدة (ميكتيلا) القريبة من مدينة (ماندالاي) وسط ميانمار، أو بورما، التي تخضع للحكم العسكري. وقال نائب حزب الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية وين هتين: (تم إحراق ما لا يقل عن خمس مساجد منذ الأربعاء الماضي في بلدة (ميكتيلا). وأضاف الوضع (لا يزال متوترا، والحرائق مشتعلة، والسكان الغاضبون، والرهبان منعوا السلطات من إطفاء الحرائق). وأشار إلى أن عدد القتلى ارتفع لأكثر من 20 قتيلاً خلال الساعات القليلة الماضية، كما أن جثث العديد من القتلى تنتشر في شوارع البلدة بعدما تفحمت تماماً، حيث يُعتقد أنهم قتلوا حرقاً وهم أحياء. وقد اضطر أكثر من 13 ألف مسلم من أقلية (الروهينغيا) إلى الهروب بحرا باتجاه بنغلاديش منذ عام مضى، بعد تفجُّر أعمال العنف الطائفية بولاية (أراكان) غربي ميانمار، نتج عنها سقوطُ آلاف القتلى، وتشريد نحو 115 ألف آخرين، وفق تقديرات الأممالمتحدة. وتتعرَّض أبناء أقلية الروهينغيا المسلمة للقمع على يد المجالس العسكرية التي حكمت ميانمار طوال عقود، ولا تزال السلطات البوذية الحاكمة تمارس ضدهم أقسى أنواع الاضطهاد والتعذيب وتطلق يد البوذيين والرهبان للقيام بجرائم عنف طائفية ضدهم دون أن تحرك ساكنًا، لاسيما وأن العالم يلتزم صمتاً مطبقاً تجاه هذه المجازر لأنها تُرتكب ضد المسلمين وليس ضد اليهود أو غيرهم من الأمم، كما أن مواقف الدول العربية والإسلامية تجاه إخوانهم المسلمين في بورما لا تزال مليئة بالسلبية والتخاذل واللامبالاة.