الأمن يستعمل أحدث وسائل البحث والتحرّي الجنائي فكّ لغز خطف فتاة العاصمة وتحرير أخرى بتبسة نجحت مصالح الشرطة القضائية لأمن دائرة بئر مراد رايس، في الجزائر العاصمة، في كشف غموض بلاغ كاذب لفتاة قاصر حول اختطافها بأحد أحياء العاصمة، وذلك باعتمادها على أحدث الوسائل العلمية وتقنيات البحث والتحرّي الجنائي المستعملة من طرف الشرطة الجزائرية، فيما تمكّن الأمن من تحرير فتاة كانت قد اختطفت مؤخّرا من منطقة (الكويف)، 35 كلم شرق تبسة، كما أوقفت الخاطفين الاثنين. قامت قوات الشرطة المختصّة بناء على تبليغ من والد فتاة قاصر باختطاف مزعوم، على الفور بعمليتي بحث وتحرّي واسعتي النّطاق لكشف غموض الواقعة وضبط الجاني، وفي وقت قياسي تمّ تحديد هوية المشتكى منه الذي بعد امتثاله أمام المصلحة المحقّقة نفى التهم الموجّهة إليه جملة وتفصيلا، ذاكرا بالتدقيق أماكن تواجده طيلة فترة الاختطاف المزعومة التي حدّدتها الشاكية، مشيرا في نفس السياق إلى وجود خلافات سابقة بينه وبين عائلة المعنية أمام العدالة، والتي حكم فيها لصالحه، حسب بيان تلقّت (أخبار اليوم) نسخة منه أمس الثلاثاء. ويعود تاريخ مجريات القضية إلى أواخر شهر فيفري 2013، حين تمّ وضع تحت تصرّف فرقة الشرطة القضائية لأمن المقاطعة الإدارية لبئر مراد رايس فتاة قاصر تنحدر من أحد أحياء العاصمة قصد ترسيم شكوى بحضور وليّ أمرها حول تعرّضها لعملية اختطاف متبوع بالضرب والجرح العمدي من طرف جارها الذي قام حسب زعمها باصطحابها عنوة إلى داخل سيّارة، ومن ثَمّ توجّه بها إلى وجهات مختلفة، أين تعرّضت حسب تصريحاتها للضرب والتهديد قبل أن يتمّ إطلاق سراحها بعد خمس ساعات من الحجز، مضيفة أنها فقدت هاتفها النقّال أثناء اختطافها بالقوة من طرف المتورّط السالف الذكر. في هذا الإطار، قامت مصالح الشرطة المحقّقة بتسليط الضوء على هذه القضية باستعمال أحدث تقنيات وأساليب التحرّي، بالتدقيق في التسلسل الزّمني لأقوال المشتكى منه حول أماكن تواجده طيلة فترة الاختطاف المزعومة والتحقّق منها على أرض الواقع، إلى جانب الاستغلال التقني لهاتف المعنية المفترض ضياعه أثناء الحادثة، والذي ثبت أنه كان بحوزتها باستمرار، وعليه جاءت نتائج التحرّيات في النّهاية مدعّمة ومطابقة لتصريحات المشتكى منه. ومن جهة أخرى، تبيّن عقب التحقيقات المتوصّل إليها عدم صحّة واقعة الاختطاف المزعومة، ما استوجب إنجاز ملف إجراءات قضائية ضد صاحبة الشكوى ليتمّ تقديمها أمام وكيل الجمهورية المختصّ عن تهمة الوشاية الكاذبة طبقا للمادة 300 من قانون العقوبات. في شقّ آخر، تمّ تحرير الفتاة ذات ال 22 سنة من ولاية تبسة، والتي كانت ضحّية عملية اغتصاب ارتكبها خاطفان، وذلك في أعقاب تحقيق دقيق قام به عناصر الشرطة مكّنهم من اكتشاف مكان احتجاز الفتاة وهو منزل قيد البناء بالمخرج الشمالي لعاصمة الولاية، حسب ما أوضحه ذات المصدر. وفي سياق ذي صلة، سيتمّ تقديم الخاطفين الاثنين للعدالة عقب استكمال التحقيق الجاري معهما عن تهمتي الاختطاف والاحتجاز والاغتصاب، حسب ما أوضحه ذات المصدر بالأمن الولائي. وذكر ذات المصدر أنه تمّ اختطاف عديد الفتيات القاصرات، من بينهنّ تلميذة تبلغ من العمر 6 سنوات خلال الأشهر الأخيرة بولاية تبسة وتمكّنت الأجهزة الأمنية من تحريرهن.