من النتائج الوخيمة لعقود القران قبل الدخلة أوانس مطلقات وأرامل قبل الزواج يستعجل البعض في إبرام عقود القران قبل الموعد المحدد للعرس، على خلاف ما كانت تلتزم به العائلات في السابق، بحيث كان من بين الشروط الملزمة التي تفرضها العائلات على الخاطب، أن يتم العقد قبل مدة قصيرة من زف العروس، لكن في السنوات الأخيرة صار عقد الزواج يبرم بين طرفي العلاقة الزوجية قبل مدة طويلة من زف العروس إلى بيت العريس، مما أدى إلى كوارث حقيقية وخلف أوانس مطلقات من غير دخول بسبب نشوب مشاكل وصراعات في فترة الخطوبة التي أقرنت بالعقد، أو حتى بسبب وفاة الزوج وتخليف أرامل من غير زواج وهي الآفات التي لم نكن نشهدها من قبل أين كان يتم العقد قبل فترة قصيرة من موعد الزفاف. نسيمة خباجة صار الكل اليوم وحسب الظروف المحيطة يلهث إلى إبرام العقد حتى قبل فترة طويلة من تحديد موعد الزواج ولكل هدف وغاية في ذلك، منهم من يبتغي الحصول على سكن وإرفاق ملف السكن بالعقد، ومن الأزواج من يهدفون إلى فرض سلطتهم على الفتاة وهي ببيت الأهل ويدعمون ذلك بإبرام عقد الزواج وتكون الفتاة في حكم الزوجة لفرض سيطرتهم عليها، إلا أن الحوادث التي جرت وقائعها في مجتمعنا تبين خطورة الوضع خاصة وأن الكثير من العلاقات فكّت قبل الدخول وصارت الفتاة في حكم المطلقة حتى قبل الدخول، ناهيك عن بعض العينات التي شهدت وفاة الزوج وكانت الفتاة في حكم الأرملة من غير دخول. وبعد أن شاعت مظاهر الطلاق قبل الدخلة وموعد العرس، أصبحت بعض العائلات تبتعد عن إبرام العقد المسبق للزواج لما يحمله من نتائج كارثية على الفتاة، خاصة وأن من الأزواج من يجعله كسبيل لفرض السيطرة على الفتاة وتهديدها في كل مرة بالطلاق مما يؤدي إلى نشوب مشاكل وصراعات تؤدي إلى فسخ العقد والطلاق قبل الدخول، إلا أن عائلات أخرى لا تمانع من إبرام العقد وتهدف بذلك إلى عدم تفويت فرصة الزواج عن البنت، ولا ترفض عائلة الفتاة إبرام العقد حتى قبل سنوات من تاريخ الزفاف قد تتعدى الخمس سنوات، ومن الشبان من راحوا إلى فك العلاقة كنتيجة سلبية لإطالة موعد الزواج وكانت الفتاة في حكم المطلقة، وهو الأمر الذي تجرعته العديد من الفتيات بعد أن لهث وراءهن بعض الشبان لعدة مطامع منها الحصول على سكنات وتزويد الملفات الإدارية بعقود الزواج ومنهم من ابتغى فرض سيطرته على الفتاة وغابت أهليته في تحمل المسؤولية ففر حتى قبل الزواج وقرر الانفصال. إبرام العقد للظفر بسكن ورغم كل تلك الكوارث والنتائج الوخيمة التي طبعت بعض الأسر جراء التسرع بعقد القران قبل الدخلة بفترة طويلة، نجد أن هناك من العائلات من لازالت ترضى بتلك العقود قبل موعد الزفاف لعدم تضييع فارس الأحلام عن البنت وخوفا من تأخر زواجها وفوات القطار.. وأوضح لنا أحد المحامين بمجلس قضاء العاصمة، أن المشكل صار طابوها يميز مجتمعنا وتكون الفتاة ضحية لتلك التلاعبات، واحتار من موقف العائلات الجزائرية التي تذهب إلى السماح بإبرام العقد أسبوعا بعد الخطوبة من دون التمعن في دوافع المقبل على الخطوة الذي حول الفتاة إلى صفقة بغية الحصول على سكن ولعدة اعتبارات أخرى، ولو كانت النوايا حسنة لهان الأمر كون أن المستفيد من السكن هما طرفا العلاقة الزوجية لكن هناك من يحمل نوايا سيئة ويذهب إلى التلاعب بمشاعر الفتيات، وكأن إبرام عقد الزواج هو لعبة بيد الشاب، خصوصا وأن الكثير من العقود تم فسخها وحدث الطلاق قبل الدخول وكانت الأوانس في حكم المطلقات مما سيضعهن في حرج مستقبلا خلال فرص الزواج الأخرى، حسب ما كشفه الواقع في العديد من المرات وسرد علينا قصة إحداهن التي راحت إلى إبرام العقد ولم تدخل وطالت المدة وبلغت سبع سنوات ليحدث الطلاق بعد حدوث بعض المشاكل، من دون أن ننسى آفة الترمّل التي تطارد الكثيرات ويكن في حكم الأرامل قبل حدوث الزواج بسبب موت القرين قبل الدخول، ونصح في الأخير بضرورة العودة إلى الأعراف السابقة وجعل العقد المدني للزواج في أسبوع الزفاف لتفادي كل العقبات المنجرة عن العقود المستعجلة ويكون مصيرها الطلاق قبل الدخول.