سياسيون وأحزاب ينشدون التغيير ويؤكّدون: "لا لتعديل الدستور" طالبت بعض الشخصيات السياسية المستقلّة والتشكيلات الحزبية ومرشّحون محتملون للانتخابات الرئاسية القادمة بعدم تغيير الدستور وأكّدت على ضرورة تغيير النّظام الحالي للبلاد وكسر الطابوهات التي تعيشها الجزائر وذلك بتكوين تحالف استراتيجي. رفض أحمد بن بيتور رئيس الحكومة الأسبق وسفيان جيلالي رئيس حزب جيل جديد خلال ندوة صحفية أمس السبت بقاعة (محمد زينات) برياض الفتح بالجزائر العاصمة، تعديل الدستور لأن تعديله على حدّ قولهم يحتاج إلى إعادة هيكلة المواطنة والمؤسسة، معتبران أن الدستور الأصح الذي يعبّر عن مشروع المجتمع هو الدستور الذي يتمّ بالتغيير من القاعدة إلى القمّة وليس العكس. وإلى جانب المطالبة بعدم تعديل الدستور دعا كلّ من أحمد بن بيتور وسفيان جيلالي إلى تحالف استراتيجي من أجل تغيير القوى، حيث وصف بن بيتور النّظام بالفاشل الذي يمكن أن ينفجر في أيّ وقت ممكن وإلزامية التغيير، وأكّد خلال كلامه على ضرورة التمعّن في طبيعة السلطة والنّظر إلى حال البلاد وشرعية الانتخابات الشفّافة التي تأتي من خلال التمعّن في طبيعة السلطة ونوعية إنتاج الثروة وتوزيعها فحسب، مضيفا أن السلطة تسلطية لا تقبل عدم الانحياز، كما أنها ليست على اطّلاع بأحوال البلاد، واعتبر أن النّظام السائر في البلاد هو نظام إرثي، مبيّنا أن الرئاسيات المقبلة هي باب للتغيير ورفع التحدّي من أجل الوصول بالجزائر إلى أعلى المراتب. من جهته، كشف سفيان جيلالي أن نسبة النمو والتطوّر في الجزائر لم ترتفع منذ 14 سنة وهي الفترة التي تزامن المدّة التي قضاها الرئيس بوتفليقة في الحكم بالرغم من مداخيل المحروقات. كما أكّد جيلالي خلال الندوة الصحفية على وجود التزوير في الانتخابات وعلى وجود زبائن للنّظام يتمثّلون في عمارة بن يونس وعمار غول وزير الأشغال العمومية ولويزة حنّون رئيسة حزب العمال، واصفا إيّاهم بالضرّات اللواتي يتقاتلن على شخص واحد. وفي ردّه على مواطن طالبهم بالبرنامج المقدّم لوقف الفساد الذي يتحدّثون عنه، قال جيلالي: (لدينا موقع يمكن أن تطّلع عليه)، وكذا في جوابه على سؤال من مواطنة وخوفها من الفوضى المرتقبة في حال خروج الرئيس الحالي للبلاد قال: (الفوضى موجودة الآن)، مشيرا إلى ما يحدث في الجنوب الجزائري من احتجاجات. في هذا الإطار، أعرب كلّ من رئيس حزب جيل جديد ورئيس الحكومة الأسبق بن بيتور عن استيائهما من الوضع الرّاهن للبلاد، واصفين إيّاه بالفاشل، معتمدين في ذلك على ثلاثة مؤشّرات من شأنها إعادة الجزائر إلى المراتب الأولى في العالم من كلّ النّواحي وإخراجها من الهوّة التي تعيشها، على حدّ تعبيرهما، وذلك من خلال تعبئة جميع المواطنين والمواطنات المهتمّين بمستقبلهم ومستقبل أبنائهم للتمسّك باللاآت الأربعة والعمل على تفادي ومقاومة كلّ أشكال الانزلاقات المحتملة المؤدّية إلى العنف، خاصّة في الظروف الحالية المتمثّلة في التسيير اللاّ مسؤول للشأن العام، بالإضافة إلى إعداد ميثاق أخلاق من أجل إجراء انتخابات رئاسية شفّافة ونزيهة ترسي البلد في نظام ديمقراطي يكون في خدمة الشعب. في ذات السياق، أكّد كلّ من المتحدّثين أن البلاد في الوقت الرّاهن تسودها حالة من الغموض حول الرئاسيات المقبلة قسّمت السياسيين والمجتمع المدني إلى ثلاث فئات، فئة الصامتين والمرتقبين وفئة معارضة ورافضة لعهدة رابعة وثالثا فئة الرّاغبين في تمديد العهدة وعهدة أخرى رابعة، ومن هذا المنطلق بات المجتمع الجزائري في صراع داخلي بين البقاء والتغيير والخوف ممّا هو آت في حال رحيل فخامته. ومن جهته، ذكر رئيس حزب جيل جديد أن زبائن النّظام هم الذين يطلبون منه الترشّح لعهدة رابعة أمثال لويزة حنّون رئيسة حزب العمال وعمارة بن يونس ووزير الأشغال العمومية عمار غول ووصفهم بالضرّات اللواتي يتقاتلن على شخص واحد، وقال (إن لويزة حنون قامت بالتهجّم على الجميع وحتى علينا واصفة إيّانا بالنكرة).