معاناة متواصلة بحي الحفرة بواد السمار سكان البيوت القصديرية يناشدون السلطات التدخل العاجل تواجه العشرات من العائلات بحي الحفرة القصديري على مستوى منطقة واد السمار، معاناة بشعة، وسط المياه العكرة والروائح الكريهة وبمشاركة البعوض والحشرات الضارة التي تلهو وتتغذى من مياه الصرف القذرة المتدفقة بأكواخهم، فعلى مدار سنوات طويلة بقيت هذه العائلات حبيسة أوضاع كارثية بعيدا عن اهتمام السلطات المحلية.. تتجرع أغلب العائلات المقيمة بالبيوت القصديرية مرارة العيش مع القصدير الذي أرق عليهم حياتهم، ومن بين هذه العائلات التي تسكن (حي الحفرة) بواد السمار، حيث أصبح قاطنوه يعيشون جنبا إلى جنب مع هاجس الخوف من انهيار السكنات فوق رؤوسهم في أية لحظة. فمن خلال خرجتنا الميدانية التي قادتنا إلى الحي أبدى السكان استياءهم من سياسة التجاهل التي تنتهجها السلطات الوصية في حقهم، هذه الأخيرة التي وقفت موقف المتفرج بدل إيجاد حلول لهذه الوضعية.. من جهتهم يشتكي السكان من الظروف المعيشية الصعبة التي يتخبطون فيها في ظل جملة النقائص المسجلة مع غياب كلي لأدنى متطلبات العيش الكريم مما أثر على المستوى المعيشي لهم لسنوات طويلة، حيث أكد جل الذين قابلناهم من السكان أن الحي يفتقر لجميع المرافق الضرورية والمؤسف في الأمر عدم تلقي شكاويهم المتكررة للسلطات المحلية الحل المطلوب. في نفس السياق أكد ( محمد) وهو أحد السكان بأن العيش أصبح مستحيلا في ظل الظروف الكارثية التي تغرق فيها العائلات، من خلال قوله :( لقد مللنا من حياة الاضطهاد والنسيان لسنوات طويلة ورغم الشكاوى المقدمة والملفات إلا أنها لم تجد نفعا حتى وإن اختلفت الظروف التي جمعت هذه العائلات إلا أن المعاناة التي نعيشها واحدة، ولم يشفع عامل السن للكبار ولا الصغارالذين يحظون بالنصيب الأكبر من التهميش)، ولا يخلو هذا الحي من البؤر الفوضوية حيث جاء نتيجة للأزمة السكنية والنزوح نحو المدن خاصة في العشرية السوداء هروبا من ويلات الإرهاب. في ذات الشأن عبر السكان عن أملهم في أن يحظوا بالتفاتة من السلطات التي تتجاهل مطالبهم، وفي سياق حديثهم أكد هؤلاء أن هذه البيوت أصبحت غير ملائمة للسكن بسبب الأضرار التي لحقت بها والتي أصبحت مصدرا لأمراض خطيرة أصابت معظمهم بسبب الرطوبة خاصة في فصل الشتاء، أين تتضاعف معاناتهم مع التقلبات الجوية ما تسبب في استفحال مذهل لمختلف الأمراض الصدرية والتنفسية على غرار الربو والحساسية. وأضاف السكان أنهم يعانون كذلك من مخلفات الأمطار التي تجعل الأحياء بركا من الأوحال. وفي انتظار أن يحين موعد الترحيل تبقى تلك العائلات تناشد السلطات بضرورة التدخل العاجل لترحيلها إلى سكنات لائقة في أقرب الآجال الممكنة خوفا من الموت ردما تحت الأنقاض بهذه الأكواخ القصديرية، والتي جعلت من هؤلاء يعيشون سيناريو الردم كل يوم تكون حلقاته معروفة مسبقا لدى الجميع، فالضحايا كالعادة هم مجموعة من القاطنين يحلمون بالعيش ولو ليلة واحدة في بيت تتوفر فيه متطلبات الحياة الكريمة بعيدا عن الرعب والخوف المتجدد كل يوم..