جمعياتهم تحذّر من "مجزرة" في حقّهم المرضى يصرخون: "طالبوا بحقوقكم.. لكن لا تجعلونا رهائن خلافاتكم" انتقدت أمس جمعيات ذوي الأمراض المزمنة الوضع المتعفّن التي تعرفه مختلف المستشفيات والمراكز الصحّية العمومية نتيجة إضراب مهنيي الصحّة الذي تجدّد آليا للأسبوع الثالث على التوالي، والذي دفع فاتورته المرضى وحدهم، وهو الأمر الذي دفع بممثّلي الجمعيات إلى توجيه صرخة للمضربين لإعادة النّظر في قرارهم غير العقلاني تحمل عبارات (طالبوا بحقوقكم ولا تجعلوا المريض رهينة خلافاتكم مع الوصاية)، إنها صرخى تحذير جديدة وسط مخاوف من حصول (مجزرة حقيقية) وسط المرضى. طالبت جمعية مرضى القلب لولاية الجزائر على لسان ممثّلها سعيدي ياسين خلال الندوة الصحفية التي نشّطها رفقة رئيس جمعية مرضى السكري بالعاصمة من مهنيي الصحّة إيقاف الإضراب لما له من تبعات خطيرة على صحّة ذوي الأمراض المزمنة دون استثناء، مؤكّدا أن إضراب الأطبّاء أوقف إجراء عمليات القلب المفتوح بمستشفى بواسماعيل بولاية تيبازة ل 1200 مريض يتمّ برمجتهم شهريا، والذين هم في حاجة ماسّة إليها، وهو ما قد يودي بحياتهم، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن مهنيي الصحّة يحاولون الضغط على الوزارة بإمساكها من اليد التي تؤلمها وهي حياة المرضى حتى يتمّ وضعها في صورة محرجة لدى الرّأي العام في حال عدم تحرّكها لتلبية مطالبهم، وهو تصرّف غير منطقي ولم نسمع في أيّ دولة من دول العالم بإضراب الأطبّاء لأن ضميرهم هو الذي يحكّم مهنتهم وليس الأمور المادية. ذات المتحدّث أوضح أن الجمعيات لن تسمح بالتلاعب بحياة المرضى واتّخاذه وسيلة لتحقيق مطالبهم، داعيا كلا الطرفين إلى الجلوس على طاولة الحوار ومناقشة جميع المطالب للوصول إلى حلول تنقذ حياة المرضى، مؤكّدا أن الوزارة لم تغلق باب الحوار ومستعدّة للعودة إلى طاولة المفاوضات مع جميع الشركاء الاجتماعيين. من جهته، أكّد فيصل أوحادة رئيس جمعية مرضى السكري لولاية الجزائر أن عمّال المستشفيات والمراكز الاستشفائية العمومية لم يوفّروا الحدّ الأدنى من الخدمات كما هو معمول به، حيث تمّ التوقّف نهائيا عن تقديم جميع الخدمات الصحّية رغم إعلان التنسيقية سعيها لضمان ذلك، وهو الأمر الذي يعتبر خرقا واضحا وتجاوزا للقانون الذي ينصّ على ذلك، موضّحا أنه من حقّ الأطبّاء المطالبة بحقوقهم لكن ليس بإضرابات متتالية أثّرت بشكل كبير على صحّة المرضى بصفة عامّة وأصحاب الأمراض المزمنة بصفة خاصّة، حيث يواجه مرضى السرطان الموت ببطء بعد انقطاعهم عن علاج الأشعّة، ممّا سيؤدّي إلى انتشار الورم في جميع أعضاء الجسم، في حين يواجه مرضى السكري مضاعفات في حال عدم تلقّيهم العلاج بصفة دورية قد تؤدّي إلى أمراض أخرى، على غرار الفشل الكلوي أو تطوّر مرض القدم السكرية إلى الغنغارينة الذي ينتهي ببتر الساق. كما شار أوحادة إلى أن الوضع سيزداد تعقيدا مع حلول شهر رمضان الذي يتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة، حيث من المفروض أن مريض السكري يراجع طبيبه خلال هذه الفترة حتى يخبره أن كان بإمكانة أداء فريضة الصوم أم لا. وفيما يخص الإجراءات التي تزمع الجمعيات اتّخاذها في حال إصرار الأطبّاء على مواصلة إضرابهم، أكّد ذات المتحدّث أنه لن يتمّ السكوت ومن المحتمل جدّا أن يعقد لقاء تشاور وطني للجمعيات لدراسة الوضع والخروج بحلّ لصالح المريض، مستبعدا في الوقت ذاته فكرة اعتصام المرضى، معتبرا ذلك دعوة إلى الفوضى وليس إلى القضاء على النّزاع القائم بين الشركاء الاجتماعيين ووزارة الصحّة، كما دعا مهنيي الصحّة إلى تحكيم العقل في مناقشة طلباتهم، مؤكّدا أنه من غير المعقول تعميم منحة العدوى على جميع عمّال القطاع لأنها في الأصل مخصّصة للممرّضين والأطبّاء الذين يتعاملون بصفة يومية مع الدم وغيرها من التجهيزات وليس لأعوان الأمن.