معارك القصير تبدل الموقف الفرنسي الاتحاد الأوروبي يتّجه إلى إعلان حزب اللّه منظّمة إرهابية طلبت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إدراج الجناح العسكري لحزب اللّه على القائمة الأوروبية للمنظّمات الإرهابية بسبب تورطه في معارك القصير السورية. يعتزم الاتحاد الاوروبي درس طلب بريطاني لإدراج الجناح المسلّح لحزب اللّه اللبناني على قائمة المنظّمات الإرهابية، وفق ما افادت مصادر دبلوماسية أوروبية. وأوضح دبلوماسيون وفقا لوكالة الأنباء الفرنسية طالبين عدم كشف أسمائهم أن بريطانيا تقدّمت بطلب في هذا الاتجاه إلى شركائها الأوروبيين على أن تنطلق المحادثات بشأن هذه المسألة (مطلع جوان الداخل). وقال أحد الدبلوماسيين: (نأمل التوصل الى اتفاق لإدراج الجناح المسلّح لحزب اللّه على قائمة المنظّمات الإرهابية بحلول نهاية الشهر الداخل). في السياق نفسه، نقلت تقارير صحفية عن مصادر في الحكومة الفرنسية إشارتها إلى تبدل جذري في موقف فرنسا من الموضوع، وهي توافق على الطلب البريطاني، خصوصًا على وقع اشتداد المعارك في القصير التي يبدو حزب اللّه رأس حربة فيها لصالح نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وما عرف بعد إذا كان هذا الإدراج سيطال كامل الجناح العسكري لحزب اللّه أم سيكتفي بشخصيات عسكرية تابعة للحزب. وهذه ليست المرّة الأولى التي يهدّد فيها الاتحاد الأوروبي بإدراج الجناح العسكري لحزب اللّه في اللاّئحة السوداء الأوروبية للمنظمات الإرهابية. ففي مارس الماضي، حثّ الأمريكيون الأوروبيين على ذلك متأبّطين لائحة اتّهامات دولية طويلة لحزب اللّه بالتورّط في أعمال إرهابية تتضمّن نيات للحزب بتنفيذ عمليات أمنية في الأرجنتين والهند وتايلاند وجورجيا وكينيا وقبرص وإعلان وزير الداخلية البلغاري تسفيتان تسفيتانوف رسميًا أن حزب اللّه هو المسؤول عن العملية الانتحارية التي استهدفت سياحًا إسرائيليين في مطار بورغاس، وإدانة محكمة قبرصية اللبناني علي حسام طالب يعقوب، العضو في حزب اللّه، بتهمة الإعداد لهجمات تستهدف مصالح إسرائيلية في قبرص، وسجنه أربع سنوات. غير أن باريس وقفت في وجه الضغط الأمريكي، بل ضغطت على الاتحاد الأوروبي كي ما يتّخذ هذه الخطوة، متعلّلة بأن ذلك قد يهز الاستقرار الهشّ في لبنان، وبأن السفارة الفرنسية في بيروت تقيم حوارًا مع مسؤولين في الحزب، خصوصًا أنه ممثل في البرلمان وفي الحكومة، ما يجعل منه حزبًا سياسيًا يمكن محاورته. وترى الولايات المتّحدة وأوروبا أن إضعاف حزب اللّه دوليًا يضعف موقف النّظام السوري في أيّ تسوية ممكنة، خصوصًا مع محاولة بشار الأسد إحراز إنجاز ملموس في القصير تقوية لموقعه التفاوضي. لكن مصادر فرنسية ما زالت تخفف من شأن القرار الأوروبي ومن تأثيره على قدرات حزب اللّه القتالية أو حتى السياسية لأن هذه الخطوة رمزية لن تطال المنظّمة السياسية للحزب على الرغم من أن الولايات المتّحدة مصرّة على ملاحقة قنوات تمويل حزب اللّه، خصوصا وأنها تتّهمه بالاستفادة ماليًا من عمليات واسعة لتبييض الأموال في دول مختلفة في العالم، لتمويل عملياته الإرهابية. ومن جهته، اعتبر متحدّث باسم الخارجية الأمريكية أن واشنطن تعتبر حزب اللّه منظّمة (إرهابية) ولا تفرق بين الجناح العسكري والجناح السياسي فيه، وأوضح باتريك فونتريل المتحدّث المساعد باسم الخارجية الأمريكية (أن الولايات المتّحدة لا تفرّق بين الأجنحة السياسية والعسكرية والإرهابية لحزب اللّه، إن مختلف أذرع وفروع حزب اللّه لديها قيادة واحدة وأعضاء وتمويل مشترك تدعم كافة الاعمال العنيفة للمجموعة).