رحلة العلاج هي بداية لمرض آخر في مستشفيات بومرداس اكتظاظ باللاستعجالات، سوء الاستقبال و"تماطل" في التكفل بالمرضى يعيش واقع الصحة بولاية بومرداس حالة من الفوضى والغليان نتيجة سوء التسيير وانعدام الرقابة، العوامل التي غالبا ما كلفت المواطن خسائر مادية ومعنوية وأحيانا بشرية، وفي محاولة منا للكشف عن الأسباب التي أدت إلى تدهور أوضاع المؤسسات الصحية وواقعها بالولاية، وقفت (أخبار اليوم) على معاناة المرضى في العديد من المستشفيات، ونقلت معاناتهم في صمت ترجمته أناتهم إلى رسالة للمصالح الوصية من أجل توقيف هذه المهزلة التي تحدث في مستشفياتنا وتوفير الجو المناسب للعلاج والمعدات المسخرة لذلك و الأدوية والتكفل بهذه الفئة سيما المصابين بالأمراض المزمنة وخاصة السرطان. ل. حمزة وخلال جولة استطلاعية ل (أخبار اليوم) عبر بعض المؤسسات الإستشفائية شرق الولاية بعد أن أصبح القطاع الصحي بالمنطقة يشهد تدهورا كبيرا ونقصا فادحا في المؤسسات الاستشفائية، وحتى الموجودة منها هي في وضعية كارثية نظرا لقلة الأدوية والوسائل المستعملة بالإضافة إلى قلة العناية الصحية والتكفل الحقيقي بالمرضى والمصابين الذي يعانون في صمت في ظل غياب أدنى الشروط المواتية للعلاج حسب أهالي المرضى الذين تحدثوا إلينا، وحسب تصريحات هؤلاء فإن ظروف الاستقبال بالمستشفيات لا تزال سيئة بالإضافة إلى نقص الأدوية وطول الطوابير أمام تجهيزات التشخيص إضافة الى الحالة كبيرة من الاكتظاظ والشجارات المتواصلة بين أهالي المرضى والطاقم الطبي في المستشفيات خاصة بمصلحة الاستعجالات الطبية، وكثيرا ما تصادف بالمستشفيات المنتشرة عبر إقليم الولاية أن الطبيب غائب أو سيتأخر قليلا والممرضة لم تدخل بعد وإن وجد، ويبقى مشكل غياب الأدوية مطروحا بحدة خاصة وأن الفترة الليلية تشهد بدورها نقصا كبيرا في الصيدليات المداومة، بسبب غياب فرق الرقابة رغم أن القانون صريح في مثل هذا المجال والقاضي بضمان مداومة مستمرة خدمة للمواطن وهو ما لا يتحقق بالولاية، ليكون دائما المواطن هو من يدفع فاتورة الإهمال واللامبالاة وما أصعبها من فاتورة خاصة إذا ما تعلق الأمر بالصحة، حيث تترجم الاحتجاجات اليومية للمواطنين واقع الصحة بمستشفياتنا. كما يتساءل الكثير ممن تحدثوا إلينا عن مشكل المستشفى الجديد بالثنية والذي انتهت الأشغال به منذ 2012 وتم تجهيزه مؤخرا، إلا أنه لم ينطلق بعد في الخدمة، رغم الحاجة الماسة إليها في ظل النقص الفادح المسجل بخصوص المؤسسات الإستشفائية بالجهة الشرقية للولاية، كذلك مشكل مستشفى دلس الذي أصبح لا يستوعب عدد المرضى الوافدين إليه من مختلف جهات الوطن، وحسب مصدر مقرب من إدارة المستشفى، فإن حجرة العمليات في هذا المستشفى ضيقة جدا ولا تتسع لعدد العمليات الجراحية المبرمجة، حيث لا تجرى إلا عمليتان في الأسبوع، إضافة الى أن جراحة توليد النساء أصبحت تجرى في نفس غرفة العمليات مع جراحة العظام مما يشكل خطرا على المرضى، من جهة أخرى صرح العديد من المرضى الوافدين إلى نفس القسم عن تذمرهم وسخطهم الشديدين من الأوضاع المزرية التي يعانون منها أثناء تواجدهم بهذا القسم الاستعجالي من أجل الاستفادة من خدماته الصحية، والتي وصفوها بالمتدهورة خاصة المرضى الذين يصلون في حالات صحية خطيرة والذين يجبرون على الانتظار لمدة طويلة تفوق الساعة لتزداد آلامهم بسبب غياب الأطباء وتأخر المناوبة، أما إن وجد الأطباء فتراهم يتنقلون من رواق لآخر، بعضهم يتحدث في هاتفه النقال والبعض الآخر يتماطل في إسعاف المرضى والمصابين باستغراق أكبر وقت مع بعض المرضى والحالات البسيطة، مهملا بذلك الحالات الاستعجالية والطارئة القادمة خاصة من المدن المجاورة، لتصبح الفوضى وغياب الرقابة سيدة الموقف لدرجة أن بعض المرضى يعودون إلى منازلهم بعد معايشتهم لهذه الوضعية المزرية لقطاع الصحة شرق الولاية. وقد أكد لنا بعض المواطنين المصاحبين للمرضى أن العديد من الأطباء بقسم الاستعجالات ابتكروا طريقة جديدة لإسعاف المرضى خلال تمتعهم بالراحة حيث يكلفون بعض الطلبة المتربصين بالقيام بمهمتهم رغم افتقارهم للخبرة والكفاءة اللازمة، وتطرح هذه الإشكالية بحدة خاصة في الفترة المسائية التي تعرف إقبالا كبيرا للمرضى والمصابين في مختلف الحوادث الخطيرة والتي لا تشفع لهم بتلقي أبسط العناية ليذهبوا ضحية ما أسموه بالمحاباة والمحسوبية، حيث تعطى الأولوية لأصحاب المعارف والمقام الرفيع، وهو الأمر الذي يؤثر على الوضع النفسي والجسدي للمرضى والمتردي أصلا. كما تساءل البعض عن مشكل مشروع إنجاز مستشفى ذي 240 سرير، والذي لم تنطلق به الأشغال إلى غاية اليوم بسبب تخلي الشركة البلغارية عن المشروع والغموض المسجل حول أسباب تأخر الانطلاق في أشغال إنجاز كلية الطب والشبه الطبيين، ويبقى قطاع الصحة بالولاية مريضا إلى أن تلتفت المصالح الوصية من أجل توقيف هذه المهزلة التي تحدث في مستشفياتنا،- الضحية الأكبر منها المريض الذي يعاني في صمت- وتوفير الجو المناسب للعلاج والمعدات المسخرة لذلك والأدوية والتكفل بهذه الفئة خاصة المصابين بالأمراض المزمنة وخاصة السرطان.