تعرف توافد كثير من العائلات مع بداية العطلة المراكز التجارية الجديدة.. وجهة المواطنين للتسوق والترفيه أصبحت المراكز التجارية خلال هذه الآونة قبلة للمواطنين من مختلف الفئات العمرية والاجتماعية الراغبين في تغيير الجو خاصة منها تلك المتمركزة على شواطئ البحر هروبا من لفحات الحر وضجيج المدن كمركز التسوق التجاري أرديس وغيره من المراكز الأخرى التي تؤدي ازدواجية الدور، التسوق والترويح عن النفس مع أمواج البحر العليلة. فرضت فضاءات التسوق نفسها على الجزائري من خلال المزايا التي تعرف بها، حيث يرجع البعض بروز هذه المراكز كبديل للأسواق الفوضوية خاصة مع القضاء على هذه الأخيرة من طرف السلطات المحلية من جهة، والتحول في الحياة الاقتصادية الجزائرية، حيث كان تجاوب الجزائريين مع هذه الأشكال الجديدة من الفضاءات كبيرا، كما كان الإقبال عليها لاحتوائها على منتجات عالمية لا يمكن اقتناؤها من محل الحي أو السوق الشعبي، فيما انبهر البعض الآخر بتصميمها ومرافقها، حيث نجد الكثير من الأطفال يتوجهون إليها للعب في السلالم الكهربائية والمصاعد، ما أجبر مسيري المرافق لتخصيص أعوان أمن مكلفين بمراقبتها. حيث لم تعد هذه المراكز التجارية حكرا على طبقة معينة في المجتمع ولا تتعلق بالمستوى المعيشي لها بل رغبة وثقافة ترسخت في أذهان هؤلاء المواطنين بمختلف الشرائح، حيث بات المواطن الغني ومحدود الدخل يلتقيان بنفس المكان دون أية فوارق، في هذا الشأن اقتربنا من بعض المواطنين الذي كانوا متواجدين بالمكان بغرض التسوق لمعرفة آراء الناس حول نوعية السلع المعروضة بهذه المراكز من حيث الجودة والنوعية خاصة أمام الأعداد الكبيرة للعائلات المتوافدة رفقة أطفالها، فكان لنا ذلك مع (ليلى) التي كانت تحمل مجموعة معتبرة من الأواني المنزلية قائلة: (أحب الأواني التي تباع بهذه المراكز لأنها رفيعة النوعية، فهذه المراكز وفرت عنا عناء التنقل من مكان لآخر بحثا عن ما نحتاجه من مستلزمات لأنها تتوفر على جميع الأنواع، فكل شيء موجود في الداخل سواء كانت ألبسة أو مفروشات أو أجهزة كهرومنزلية). أما (زهية) التي كانت رفقة زوجها فقد كان رأيها كالتالي: (جميل أن تتواجد ببلدنا مثل هذه المراكز التي أضافت طابعا خاصا على المدينة فبالرغم من غلاء الأسعار نوعا ما مقارنة مع باقي المحلات الأخرى خارج هذه المراكز إلا أنها تستحق نظرا لجودة السلع المعروضة لأنني أفضل اقتناء السلع ذات الماركة والجودة العالية لأنها تكون أصلية عكس تلك التي تباع بالأسواق والتي قد تكون مغشوشة والتي قد تعرض صحتنا للمرض). فمن باب الزوار إلى أرديس توقفت الرحلة عند المركز التجاري (غالاكسي) بعين النعجة الذي يعرف هو الأخر خلال هذه الفترة حركة غير عادية للعائلات خاصة بالفترة المسائية ومنهم التقينا ب(محمد) الذي كان رفقة عائلته الصغيرة الذي أكد أنه يعشق ثقافة التسوق نظرا للمتعة التي يجدها فيه خاصة مع العائلة بعد انتهائه من العمل، إذ يقصد المكان أسبوعيا لشراء ما يلزم للبيت فكل ما يريده متوفر بالمركز وما عليه سوى حمل تلك السلة التي يملؤها بالمواد الغذائية وغيرها من الأجبان والحلويات، كما أن أسعار المواد الغذائية هنا متقاربة مع المعروضة بالمحلات العادية مع اختلاف بسيط في أسعار ألبسة الأطفال والأواٍني والأجهزة الكهرو منزلية، مشيرا إلى أن مثل هذا الفضاء يجنبه عناء البحث عن مكان لركن سيارته فهو يتوفر على موقف للسيارات مجانا. (نورة) التي جاءت من مدينة تيزي وزو أبدت انبهارها بالمركز التجاري (أرديس) وما يحمله من راحة للبال وسلع ومنتجات عالية الجودة فقد كان رأيها كالتالي: (أقصد المكان كلما أتيت للعاصمة وأتيحت لي الفرصة لإعجابي الكبير بمعروضاته واحتوائه على ملابس من ماركات عالمية ونوعيات جديدة، هذا إلى جانب احتوائه على محلات للأكل وقسم لمختلف ألعاب الأطفال إلى جانب تلك الطاولات الخشبية التي وضعت بطريقة جد جذابة بجانب البحر مما ساهم في توافد أعداد كبيرة للمواطنين عليه). لتبقى هذه المراكز التجارية قبلة للمواطن الجزائري أو الأجنبي معا وقد ساهمت بشكل كبير في إعطاء طابع جديد للجزائر العاصمة التي كانت في حاجة ماسة إلى مثل هذه المراكز لإضفاء نوع من التقدم في مجال التسوق بالمدينة.