دعوا إلى عقد "جنيف 2" في أقرب وقت كبار العالم يحرضون الجيش السوري على الانقلاب ضد الأسد أفادت صحيفة (ديلي ميل) أمس، أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، تخلى عن خططه لتسليح المعارضة السورية، وأطلق نداءً غير عادي للقادة الأمنيين والعسكريين في سوريا لإثارة انقلاب ضد الرئيس بشار الأسد. وقالت إن كاميرون وبقية قادة دول مجموعة الدول الصناعية ال 8 الكبرى، اتفقوا بنهاية قمتهم في ايرلندا الشمالية، على إطلاق محاولة دبلوماسية جديدة للإطاحة بالرئيس الأسد من خلال تقديم عروض لرفاقه تضمن بقاءهم في مناصبهم بالجيش والأجهزة الأمنية والحكومة إذا تحركوا ضده بانقلاب. وأضافت أن كاميرون تعهد بالحفاظ على مستقبل الجيش وقوات الأمن في سوريا بعد سقوط نظام الرئيس الأسد، وتمكن من إقناع قادة دول مجموعة ال8، بما في ذلك روسيا، التوقيع على إعلان ينص على أن سوريا بحاجة إلى حكومة انتقالية تحظى على قبول شعبها. وأشارت الصحيفة، إلى أن دبلوماسيين أكدوا أن الفقرة التي وردت بالبيان الختامي لقمة مجموعة ال8 حول سوريا وتنص على (ضرورة الحفاظ على مؤسسات الخدمات العامة أو إصلاحها)، بما في ذلك القوات العسكرية والأجهزة الأمنية، هي (رسالة مباشرة إلى قادة الجيش وقوات الأمن في سوريا بأنه لن يتم عزلهم من مناصبهم في حال تحركوا للإطاحة بالرئيس الأسد). وقالت إن القادة الغربيين يأملون من وراء ذلك إقناع بعض المسؤولين بالنظام السوري الذين بدأوا يفقدون صبرهم مع رئيسهم، للتحرك ضده إذا اعتقدوا بأن مستقبلهم أصبح مؤمناً. وأضافت أن كاميرون، الذي ترأس قمة مجموعة ال8 في ايرلندا الشمالية، تراجع مسافة أبعد عن احتمال قيام بريطانيا بتوريد الأسلحة لجماعات المعارضة السورية بعد تلقيه تحذيرات من كبار مسؤوليه استبعدت احتمال أن يفوز باقتراع على مثل هذه الخطوة في مجلس العموم (البرلمان). في السياق ذاته أيد قادة مجموعة الثماني عقد مؤتمر جنيف 2 للسلام في سوريا (في أقرب وقت ممكن) غير أنهم تجنبوا الحديث عن مصير الرئيس بشار الأسد، بينما حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن إرسال أسلحة للمعارضة السورية قد يأتي بنتائج عكسية. وأعرب القادة بختام اجتماعهم مساء أول أمس بأيرلندا الشمالية عن تأييدهم الشديد للدعوة لعقد محادثات سلام بجنيف (في أقرب وقت ممكن)، ووجهوا دعوة للتوصل إلى اتفاق بشأن حكومة انتقالية سورية (يتم تشكيلها بالموافقة المتبادلة)، مشيرين إلى ضرورة الحفاظ على القوات العسكرية وأجهزة الأمن بأي ترتيب مستقبلي. وتجنب (كبار العالم) الإشارة لمصير بشار الأسد، في البيان الختامي، غير أن ذلك لم يمنع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون -الذي استضاف القمة- من القول إنه (لا يمكن تصور) أن يلعب الأسد أي دور في أية حكومة انتقالية. وأعرب المجتمعون عن قلقهم من (الخطر المتنامي للإرهاب والتطرف في سوريا)، وطالبوا السلطات السورية والمعارضة بالالتزام بتدمير كل المنظمات المرتبطة بتنظيم القاعدة، معبرين أيضا عن أسفهم لأن الطابع (الطائفي) يطغى بصورة أكبر على النزاع. في المقابل أعلن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية قبوله بأي حل سياسي يحقن الدماء ويسقط نظام الرئيس بشار الأسد، ورحب بنتائج قمة دول الثماني التي أكدت على الحل السياسي بأسرع وقت ممكن، ودعت إلى إجراء تحقيق في الاتهامات باستخدام أسلحة كيمياوية بسوريا. وأكد الاتئلاف التزامه بقبول أي حل سياسي يحقن الدماء في سوريا، و(يحقق تطلعات الشعب السوري في إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد ومحاكمة كل من ارتكب الجرائم بحق السوريين) معلنا احتفاظه ب(حق استخدام جميع الوسائل للوصول إلى ذلك، وعلى رأسها العمل العسكري). واتهم الائتلاف في بيان النظام بأنه مصدر الإرهاب الوحيد في سوريا باعتبار أنه (دأب على استخدام الأسلحة البالستية والكيمياوية والطيران الحربي)، داعيا إلى إرسال لجنة تحقيق دولية لأخذ الأدلة والعينات والتأكد من استخدام النظام الأسلحة الكيمياوية ضد شعبه، وفق البيان. وكان رئيس تيار بناء الدولة السورية المعارضة لؤي حسين رحب بالبيان الختامي لقمة الثماني، واعتبر أنه يمهد الطريق للمؤتمر الدولي للسلام في سوريا (جنيف 2).