استراحت معظم المقاطعات الشعبية واستراح قاطنوها طيلة الشهر الكريم من بعض الممارسات والمظاهر المشينة الصادرة من البعض على رأسهم بعض المنحرفين الذين ينشرون بلاءهم في تلك الأحياء الشعبية بعد تناولهم للخمور إلى حد الثمالة، فيخرجون عن وعيهم ويشيعون الفوضى على مستوى تلك الأحياء ناهيك عن الكلام الفاحش المنطلق من أفواههم، مما يؤدي إلى تنغيص هدوء القاطنين بها في ساعات متأخرة من الليل، ذلك ما أدى في الكثير من الأحيان إلى اندلاع عراكات دامية معهم. يبدو أن رمضان كان فترة نقاهة لبعض الفئات إلا انه لم يعد بأي فائدة عليهم ولم يستغلوه أحسن استغلال، كونهم عادوا إلى تصرفاتهم وأفعالهم المشينة مباشرة بعد انقضائه ولم يغتنموا الفرصة للكف عنها، دليل ذلك ما شهدته الأحياء الشعبية مباشرة بعد انقضاء رمضان ومنذ الأسبوع الأول، بحيث راح بعض الشبان يسكرون حتى الثمالة ووجدوا في ساحات الأحياء الوكر المفضل لإخفاء أفعالهم المشينة التي لا تخفى عن أحد، ونشروا بطشهم بها وانطلقوا في التفوه بالكلام الفاحش بأعلى صوت في ظل الهدوء التي تتميز به الساعات الأخيرة من الليل. ذلك ما خدش حياء العائلات القاطنة بتلك الأحياء وبين جل السكان غيظهم من تلك الممارسات التي ودعوها لشهر كامل إلا أنها ما فتئت وان عادت في الأسبوع الأول من الإفطار، وكأن هؤلاء المنحرفين استعجلوا الأمر وتسببت أفعالهم في العديد من المرات في نشوب عراكات دامية بين أبناء الحي الواحد وهم يحاولون إسكات السكير الذي يزداد غضبا وهيجانا في تلك الأثناء. ويبدو أن استئناف الحانات لنشاطها كان بادرة خير على هؤلاء الأصناف بعد شهر كامل من العطلة بحيث سهل عليهم اقتناء الخمور خلال الفترة الليلية والانطلاق مباشرة في تلك السيناريوهات التي تنعكس سلبا على السكان الذين اشتكوا مرارا وتكرارا من الأفعال الصادرة عن هؤلاء مما نغص هدوءهم. انتقلنا إلى بعض الأحياء الشعبية المنتشرة عبر العاصمة فا كد لنا سكانها انطلاق تلك المشاكسات الليلية من طرف السكارى والمدمنين مباشرة بعد انقضاء الشهر الفضيل الذي مرت عليهم لياليه بردا وسلاما ولم يصطدموا بتلك الممارسات في كامل الشهر، إلا أنها ما فتئت وان بدأت مباشرة بعد انقضائه. ذلك ما أكده لنا بعض الشبان على مستوى بعض الأحياء الشعبية. قال فؤاد القاطن بناحية الساعات الثلاث بباب الوادي أن أبناء حيه من المنحرفين يتحلون بالكثير من الهدوء خلال رمضان إلا أنهم يسارعون إلى العودة إلى سابق أفعالهم مباشرة بعد انقضائه وما ساعدهم على ذلك هو استئناف معظم الحانات لنشاطها منذ الأسبوع الأول من الإفطار، فهم لا يتوانون عن جلب كمية من الخمر وشربها علانية في الحي دون أدنى حياء أو مراعاة لشعور الآخرين وكثيرا ما تسببت تلك التصرفات في نشوب عراكات بين أبناء الحي الواحد كانت نهايتها بمراكز الأمن لاسيما وان هؤلاء السكارى يطلقون العنان لتصرفاتهم المشينة واستفزازاتهم على مستوى الحي فينغصون هدوء السكان في فترة جد حساسة من الليل. لا يقتصر الأمر على ناحية معينة فالظاهرة انتشرت في اغلب المقاطعات الشعبية ويدفع ضريبتها السكان الذين لا ينعمون براحتهم ويخدش حياءهم وهم في عقر ديارهم.