لم يعد الشخص المقدم على شرب الخمر يستحي من فعلته لاسيما وأنها تتنافى مع ديننا وأحكام شريعتنا الإسلامية، إلا انه بات يصادفنا في أي مكان أو شارع ما أشخاص من مختلف الأعمار وهم يحملون تلك القارورات الزجاجية الخضراء اللون أو حتى تلك القنينات التي يموه بها المقدمون على الشرب الآخرين كونها تشبه كثيرا قنينات المشروبات الغازية. لقد اشتكى الكثيرون من تلك الظاهرة المشينة التي باتت تملأ شوارعنا وأزقتنا ويقدم عليها شبان من مختلف الأعمار، وهو ما لم نعهده في السنوات السابقة بحيث كان لتلك الممارسات مواضعها الخاصة وكانت تمارس بالحانات والملاهي لكن في الوقت الحالي صارت تُمارس علانية وبكل فخر واعتزاز. ذلك ما يخدش شعور الآخرين كونهم يتقززون ويقشعر بدنهم بعد مصادفتهم لتلك المناظر الجالبة للعار، وفعلا ذلك ما هو شائع في وقتنا الحالي الذي ساءت فيه أخلاق البعض وتدهورت ولم تعد للكثيرين القدرة على مسك زمام الأمور والتحكم في سلوكاتهم بسبب رفقة السوء وانتشار الجرم والانحراف بكل أنواعه، فأصبح تناول الخمور علنا يميز اغلب مقاطعاتنا بشهادة الجميع. اقتربنا من البعض على مستوى بعض الأحياء فقالت السيدة نورية أنها بالفعل اصطدمت في كم من مرة بذلك المنظر المؤسف الذي اقشعر له بدنها لاسيما أنها لم تألفه ولم تعهده من قبل وتصادفت بمشهد لشبان يافعين وهم يقدمون على التداول على قارورة من الخمر وسط الحي وقالت إنها استاءت كثيرا لذلك الأمر لاسيما وأننا في بلد إسلامي مما يستوجب مراعاة شعور الآخرين، فتلك التصرفات لها مواضعها حيث تحدث بعيدا عن عيون الآخرين إلا انه حاليا اختلطت الأمور وأصبح كل شيء يمارس تحت ذريعة الحرية الشخصية في ظل انعدام حياء البعض مما أطلق العنان لتلك الفئات من اجل ممارسة كل شيء لاسيما وان الكل يتفادون هؤلاء الأشخاص كون أن العراكات هي من الأمور السهلة لدى فئاتهم. شخص آخر قال أن بعض أبناء حيه المنحرفين يقدمون على إفراغ الخمر في قارورة عادية لتمويه الآخرين، إلا أن ذلك الشراب المحرم لا يخفى عن الجميع والغريب في الأمر أنهم يتجمعون على تلك القارورة ويتداولون على الشرب منها ولحق بهم الأمر حتى إلى دعوة معارفهم ممن يعبرون بمحاذاتهم لمشاركتهم النشوة واخذ بعض الجرعات دون أدنى حياء أو مراعاة للآخرين خاصة وان الكل يتفاداهم ولا يتجرأ على عتابهم بالنظر إلى طباعهم العنيفة وسوء أخلاقهم. ولم تقتصر الظاهرة على مستوى الأحياء بل مست حتى السيارات فلا يذهلك مظهر احدهم وهو يقود السيارة ويسترسل بعض جرعات الخمر من قارورة أو قنينة بين الفينة والأخرى، ليكون حظه التوسل في حالة ما إذا اكتشف أمره في إحدى الحواجز بالنظر إلى حجم الجريمة التي ارتكبها والمعاقب عليها قانونا تحت تكييف جنحة القيادة في حالة سكر وحتى وان تجاوزنا نظر القانون كيف يكون شعور المقدم على ذلك الفعل علنا وكل الأنظار متجهة إليه.