تعرض على واجهات الحمامات المعدنية إقبال كبير للنسوة على الأواني الفخارية تعد الأواني الفخارية الحاضرة الأولى على الموائد الرمضانية على اعتبار أنها مورثات تقليدية أصيلة تركها سلفنا الصالح، وهي في أغلبها منتجات منزلية تعتمد فيها النسوة على الطين، ونحن على أبواب الشهر الفضيل، وبعد التوافد الكبير للعائلات على الحمامات والمنتزهات العائلية اختار بعض الحرفيين عرض تحفهم الفخارية على الزبائن بغية الاستفادة منها بالنظر إلى الطلب الكبير عليها من طرف النسوة. اصطفت الصحون والقدور والطواحين والأطقم الفخارية على مستوى الأماكن السياحية منها الحمامات على غرار حمام ملوان، وحمام ريغة، ووجد التجار الفرصة لترويجها على الزبائن الذين استأنفوا موسم اصطيافهم مبكرا في هذا العام قبل حلول رمضان، ووجد الكل في تلك التحف التقليدية رائحة رمضان التي غابت في الآونة الأخيرة، وراحت أغلب النسوة إلى تفقّد تلك التحف التي عرضت عليهن من طرف الباعة واقتنينها تحضيرا للشهر الكريم.. بحمام ملوان اصطفت أنواع من الأواني الفخارية التي يتطلبها المطبخ الرمضاني على رأسها قدر الفخار الذي تحتاج إليه كل سيدة خلال رمضان من أجل طبخ الشربة كطبق رئيسي في الشهر الفضيل، مثلما بينته السيدة زهرة التي كانت تتفقد شتى أنواع الأواني الفخارية لاختيار كمية منها، فهي بالإضافة إلى قدر الفخار قالت إنها ستختار كذلك طقما من الصحون من نوع الفخار لاستعماله خلال رمضان، وأضافت أن الزجاج والألومنيوم قد طغيا على الأسر، وغيبوا ذلك الموروث التقليدي الهام لذلك وجب العودة إليه كما كانت تفعله نساء الأمس. أما سيدة أخرى فوقع اختيارها على الأواني الفخارية التي اتخذت في شكلها ألوانا مختلفة ولم تعتمد على لون الطين وجذبتها اللمسة العصرية التي أضفيت على أواني الفخار وتعددت ألوانها، بحيث اختارت طقما مزخرفا أخضر اللون بأشكال جذابة ورسومات خُطّت بالأبيض، وعبرت بالقول إنها تميل كثيرا لتلك التحف بغية استعمالها في المناسبات الدينية وحتى العائلية كحفلات الزفاف والختان، ورأت أنه مهما تنوعت الأواني الأخرى فإنها لا تضاهي الأواني الفخارية التي تبقى تضفي لمستها التقليدية على أغلب البيوت. وما لاحظناه أن الإقبال كان كبيرا على تلك الأواني الفخارية وما جذب أغلب الزبائن الأسعار المغرية لتلك الأواني على الرغم من تعدد مزاياها الإيجابية خصوصا وأنها صحية وأحسن من الألومنيوم، إذ لا يتجاوز سعر قدر الفخار 800 دينار، أما الطاجين فعرض ب 250 دينار، أطقم الأواني الفخارية التي تشمل على عدد من الصحون لا تتعدى 1000 دينار ما وضحه أحد البائعين على مستوى حمام ملوان، إذ قال إن معقولية الأسعار زادت من ميل الزبائن إلى تلك الأواني، ضف إلى ذلك شغف الكثير من الزبائن بكسب تلك الأواني في بيوتهم بالنظر إلى جمالها المستمد من عراقتها، ليضيف أن معظم الباعة عمدوا على الاحتفاظ بتلك الأسعار المعقولة من أجل تمكين الكل من شراء بعض التحف التقليدية المطلوبة جدا في الفترة التي تسبق شهر رمضان المعظم.