لبست منطقة بوفاريك بولاية البليدة حلة جديدة مع حلول رمضان المبارك وتهيأت محلاتها لاستقبال آلاف الزبائن الذين يحنون إلى تذوق أشهى وألذ وأطيب أنواع الزلابية التي اشتهرت بها المنطقة دون أن ننسى الشربات التي تصطف أكياسها هي الأخرى بالمحلات، بحيث تشهد المنطقة تدفقا هائلا مع حلول الشهر الكريم، ويحج إليها الكل لاقتناء زلابية بوفاريك المشهورة. حرفة صناعة الزلابية توارثها الباعة واكتسبوها أبا عن جد وأبوا الاستغناء عن صنع وتحضير الزلابية بطريقة خاصة وفريدة من نوعها، إذ وعلى الرغم من اجتهاد الكثير من الناشطين على مستوى مناطق مختلفة في تحضير أنواع الزلابية إلا أنهم يعلنون عجزهم في الأخير، ما يجسده ابتعاد الزبائن عن محلاتهم المنتشرة هنا وهناك وشد الرحال دوما ومع حلول رمضان إلى المنطقة وقطع العشرات من الكيلومترات لأجل شراء كميات من زلابية بوفاريك التي ذاع صيتها في كل مكان. وقد ظهرت منطقة بوفاريك الزاهية بأنوارها المتلألئة وحيويتها ونشاطها المعهودين قبيل رمضان وازدادت حيوية مع حلول الشهر الكريم، إذ يهب أصحاب محلات بيع الزلابية المصطفين بالمنطقة إلى تحضير أنفسهم خصوصا وأن شهر رمضان المبارك هو شهر عمل ونشاط بالنسبة لهم حسب ما يتطلبه توافد المئات من الزبائن بصفة يومية على تلك الناحية، لاسيما وأن المنطقة تعبق برائحة رمضان، تلك الرائحة التي افتقدتها العديد من المناطق الأخرى والتي يحن إليها الكل، حتى أنهم ترددوا على المنطقة قبيل حلول رمضان بأيام قلائل خصيصا لشم (ريحة رمضان) كما يقال، وعرفت المنطقة نشاطا وحيوية مكثفين قبيل رمضان والتي ستتضاعف وتيرتها حتما مع مرور أيام الشهر الكريم. اقتربنا من المنطقة ساعات قبل حلول الشهر الفضيل ووقفنا على حيويتها وكذا الإقبال الهائل على محلات ترويج الزلابية، بحيث اختلفت أرقام ألواح السيارات، وجمعت بين ولايات الشرق والغرب والوسط بالنظر إلى الشهرة الواسعة التي حظيت بها المنطقة في ترويج الزلابية بحيث جذبتهم نكهة الزلابية، وكذلك اللباقة واللطف الذي يحظى به الزبون من طرف البائعين إذ لا يتوانى جل البائعين على توزيع كميات من الزلابية على الزوار لتذوق نكهتها حتى قبل اقتنائهم للزلابية إلى جانب أكواب الشربات من باب إكرام الضيف الذي حل بالمنطقة خصيصا للوقوف على الأجواء التي تسبق رمضان المعظم وتزداد حيوية مع بلوغ رمضان الذي هلّ علينا هلاله ونحن نعيش الأجواء الرائعة لأيامه الأولى. وحسب شهادة كل من التقينا بهم هناك فإن زلابية بوفاريك لا تضاهي نكهتها اللذيذة مختلف الأنواع التي توفرها محلات العاصمة أو غيرها من المناطق، وعلى الرغم من اجتهاد أغلب الباعة إلا أن سر زلابية بوفاريك يبقى حكرا على أبناء المنطقة الذين توارثوا الحرفة ذلك ما يظهر من أسماء المحلات التي تظهر أسماء الناشطين الأوائل في تحضير الزلابية بالبنط العريض. قالت السيدة كريمة التي وفدت إلى المنطقة مع زوجها وأبنائها خصيصا لأجل جلب كمية من الزلابية إن المنطقة اشتهرت بتوفير ألذ أنواع الزلابية منها الخشنة والرقيقة وجل الأشكال الأخرى التي يختلف طعمها وتتفاوت نكهتها اللذيذة، وما تفاعلت معه هو الاستقبال الجيد الذي يحظى به الزبون في منطقة تعد الأولى في إنتاج تلك الكيفية التقليدية الحلوة الخاصة بشهر رمضان المعظم. ما بينه السيد عبد الرحمن الذي قدم إلى المنطقة هو وأبناؤه المدمنون على الزلابية، إذ قال إنه يفد إلى المنطقة في رمضان وفي غير رمضان لأجل جلب كمية من الزلابية بالنظر إلى إدمان أطفاله الصغار عليها، ورأى أنه ليس هناك أحسن من جلبها من المنبع الأصلي لاسيما وأن أغلب المحلات المنتشرة هنا وهناك تسلك الغش في ترويج تلك المادة وعادة ما تمزج الزلابية القديمة مع الجديدة للانتهاء منها، وهو السيناريو المتكرر في رمضان خاصة، لذلك يفضل اقتناءها من محلات بوفاريك المختصة والتي تنفد كمياتها في لمح البصر، مما لا يترك مجالا للوقوع في حالة غش حتى أن أصحاب تلك المحلات غايتهم خدمة الزبائن الوافدين إليهم بكثرة خلال أيام الشهر الكريم. وتوفر تلك المحلات إلى جانب الزلابية (الشربات) كعصير مشهور بين الجزائريين في رمضان، بحيث يصف أصحاب المحلات أكياس من الشربات بمحاذاة الزلابية على اعتبار أنهما المادتان المطلوبتان بكثرة في رمضان، وحسب شهادة أغلب البائعين فإن رمضان يجلب لمنطقة بوفاريك زوارا وضيوفا من مختلف ولايات الوطن الذين يختصرون عشرات الكيلومترات لأجل جلب زلابية وشربات بوفاريك، ويبذل أصحاب المحلات قصارى جهدهم لأجل تلبية متطلبات الزبائن وإرضائهم وهي تلك غايتهم المرجوة حسب ما أكده أغلب الباعة.