اختارت معظم العائلات الجزائرية صيام الست من شوال بالنظر إلى فضلها فهي بمقياس من صام الدهر، واستأنفت العديد من العائلات الصيام مباشرة بعد انقضاء العيد ومن ثمة عادت اغلب النسوة إلى المطابخ من اجل تحضير الأطباق لأفراد الأسرة الصائمين، وبذلك فرضت أيام الصابرين النظام نفسه على اغلب الأسر التي التزمت بالأجواء نفسها تبعا لما تفرضه طبيعة الصيام. واختارت اغلب الأسر الصوم جماعة من اجل استئناس أفرادها ببعضهم البعض واتحادهم قصد إتيان السنة المحمدية على الرغم من عدم وجوبها إلا أن الكثيرين اختاروا عدم تفويت حسناتها وفضائلها فصائمها يعد بمثابة من صام سنة فرضا. وتميز جل أسواقنا حركية نشيطة في هذه الأيام ميزتها تنقلات النسوة والعجائز وحتى الشيوخ بأكياسهم وقفاتهم بغرض التبضع على نفس الوتيرة التي شهدها الشهر الفضيل. انتهزنا الفرصة واقتربنا من بعضهم فقالت السيدة وهيبة انه مباشرة بعد انقضاء عيد الفطر المبارك عادت إلى سابق عهدها من حيث الطبخ لاسيما وان جل أبنائها وبناتها عزموا على صيام أيام الصابرين مما أدى إلى استمرار أجواء رمضان ببيتها سواءً من حيث الأطباق المحضَّرة التي تترأسها الشوربة والبوراك، أو من حيث السهرات التي تعقد على مستوى أسرتها مباشرة بعد الإفطار والتي تتربعها صينية الشاي وقلب اللوز والزلابية، وأضافت أن تلك هي عاداتهم بعد انقضاء رمضان الذي يحز في أنفسهم كثيرا انقضاؤُه، فيحاولون خلق ولو جزءاً من أجوائه في أيام الصابرين، ذلك ما ألزمها على التبضع وفقا لما تحتاجه موائد الصائمين وقالت إنها استمرت في جلب الديول والحشائش اللازمة في الطبخ وواصلت الطبخ على نفس الوتيرة التي التزمت بها خلال رمضان. أما السيد عمر فقال أن اغلب أفراد أسرته اجمعوا على الصوم مباشرة بعد رمضان فكانت لهم الغلبة على الرغم من انه طلب منهم التأخير ولو قليلا بالنظر إلى الحرارة المرتفعة، إلا أن زوجته هددته بعدم الاستفادة من الأطباق المحضرة لو أخر صيامه فما كان عليه إلا الانصياع والرضوخ لطلبات أسرته وعدم تفويت أجواء ونكهة الصوم جماعة، وقال أن أيام الصابرين تفرض أجواء خاصة على أسرته تشبه بكثير الأجواء الرمضانية سواءً من حيث الأطباق أو من حيث السهرة المطولة التي تتبع موعد الإفطار، إلا أن الشيء الغائب هو عدم أقلمة البرامج التلفزيونية على القنوات الأرضية وفقا لما يتطلبه الصيام من ترفيه مما يؤثر نوعا ما على أجواء السهرة إلا أننا نعوّضها بتبادل الحديث والسمر من حول صينية الشاي والزلابية، وأضاف أن ذلك ما فرض عليه التبضع لاقتناء بعض المستلزمات التي تحتاجها زوجته في تنويع الأطباق خلال فترة صيام الست من شوال، وقال أن تلك الأجواء تشجع الجميع على إتيان تلك السنة المحمدية المباركة التي تتعدد فضائلها وحسناتها. تلك هي الأجواء التي تطبعها فترة صيام أيام الصابرين على اغلب الأسر الجزائرية التي على الرغم من ميزانيتها الإضافية على جيوب أرباب الأسر بعد ثلاثين يوماً من الصيام إلا أن الكل يرى أن جمع الحسنات وكسب رضوان الله تعالى لا يضاهيه ثمن.