شرع الجزائريون في صيام ستة أيام من شهر شوال، وفي ذلك فضل عظيم وأجر كبير على من أدى هذه السنة· وما بات يميز الكثير من العائلات الجزائرية هو اتفاقها على الصيام ستة من شهر شوال، وأصبح كل واحد من أفراد العائلة يشجع الآخر على تأدية هذه السنة· حيث تحرص العديد من العائلات الجزائرية على أداء سنة ''صيام الصابرين'' مباشرة بعد العيد، في حين يفضل البعض الاستراحة ثم الشروع في الصيام· وتقول السيدة وهيبة، 43 سنة، في هذا الشأن إنها قرّرت هذا العام صيام الصابرين مباشرة بعد العيد، لأن العام الماضي انقضى شهر شوال ولم تصم بسبب تأجيلها له، وأضافت أنها ستشجع بناتها على أداء هذه السنّة· وحسب المتحدثة فصيام الصابرين يكون كما في شهر رمضان·· ''حيث نعد مختلف الأطباق والمأكولات ونحضر الشربة والبوراك، ونستمع إلى تجويد القرآن من أجل خلق جو رمضاني''· وترجع سمية، 22 سنة، أن الصيام الست من شوال هو تعويض النقص الذي حصل في صيام الفريضة في رمضان، إذ لا يخلو، تضيف، من الحصول على تقصير أو ذنوب· كما أن خير ما يتقرب به المسلم إلى ربه هو الطاعات والصوم· من جهة ثانية، يقوم البعض من الأشخاص باستغلال هذه الفرصة كونها تمكنهم من التكفير عن بعض الذنوب التي ارتكبوها طيلة العام، حيث يقول الشاب (جمال·ع) في سن العشرين من عمره، إنه كشاب تصدر منه سلوكات طائشة طيلة السنة ''وأنا وبكل صراحة أسعى لصيام هذه الأيام لعلي أتمكن من محو سيئاتي''· وفي هذا الصدد، اتصلت ''الفجر'' بالأستاذ عبد الكريم، إمام ومختص في قضايا الدين الاسلامي، وسألناه عن الفئة التي تصوم أيام الصابرين اقتناعا، والثانية التي تصومه ''لحاجة في نفس يعقوب''· ويؤكد محدثنا أن صيام ستة أيام من شوال يعد سنّة مستحبة وليست بواجب، ومن صام رمضان وأتبعه ستا من شوال كان كصيامه الدهر كله، مضيفا أن صيام أيام الصابرين لا يفكر فيها سوى الأشخاص الأتقياء والذين يكون تفكيرهم صائبا، والصابرين بالنسبة للشخص الصالح الذي يكون تفكيره صائبا، والشخص الذي صام شوال وارتكب أخلاق غير سوية قد يسوء صيامه· أما فيما يخص قضاء دين رمضان بالنسبة للمرأة لعذر شرعي، فأكد المتحدث ذاته أن صيام قضاء الدين هو مبدأ ''الفور'' حسب المذهب المالكي، بمعنى أن على الدائن أن يبدأ بقضاء دينه ثم يبدأ بصيام الست من شوال، في حين يرى البعض إمكانية صيام الست من شوال أولا ثم قضاء الدين على أساس أن العام طويل· وأوضح ذات المصدر أنه من المستحب أن يكون صيام أيام شوال متفرقة، لأن صيام الصابرين يتطلب الصبر والإرادة، والأمر في ذلك واسع كل حسب مقدرته وقدرته·