لازالت ظاهرة ضياع الأطفال من أوليائهم متواصلة بمختلف الأماكن العمومية على غرار الأسواق، المتاجر والمعارض الكبرى، بحيث يتنصل الطفل من يد أبيه أو أمه دون أن يشعرا في ظل الاكتظاظ الذي تشهده تلك الأماكن على مر الوقت وبعد أن تسلم الجرة أحيانا يحدث العكس أحيانا أخرى ويضيع الطفل أو الطفلة الصغيرة ولا يظهر لهما اثر ليكون النواح والبحث المستمر نصيب هؤلاء الأولياء، وشهدت فترة العيد بكثرة تلك السيناريوهات التي تكررت في أسواقنا في ظل الاكتظاظ الذي تشهده الأسواق في مثل تلك المناسبات ولم تسلم حتى الأيام الأخرى من تكرر الظاهرة. نسيمة خباجة دأب اغلب الأولياء على إرفاق أطفالهم معهم إلى الأسواق بغرض التبضع، ما لا يتوافق مع الاكتظاظ الشديد الذي تشهده الأسواق فتكون النتيجة إرهاق الطفل وإنهاكه هذا إن حدث وان سلم من الضياع. ذلك ما شهدته أسواقنا في العديد من المرات بعد أن ينشغل الأب أو الأم عن طفليهما ويهتمان أكثر بتفقد السلع والتبضع فيكون مصير الطفل الضياع وسط تلك الفوضى التي تشهدها الأسواق على مر الوقت. والمشهد الذي بات يتكرر مرارا على مستوى تلك الأسواق والذي يبعث على اليأس ويعبر اصدق تعبير عن لامبالاة هؤلاء النسوة هو موقف بعض الأطفال التائهين الذين يتنصلون من أيادي أمهاتهم في غفلة منهن، فنجدهم يبكون بأحد أركان تلك الأسواق وسط الاكتظاظ الشديد وهم في الغالب لا يتعدى عمرهم الثلاث والأربع سنوات وهو مشهد غالبا ما يتكرر دون أدنى اكتراث من هؤلاء النسوة اللائي يجعلن من التبضع والتجوال والتنزه شغلهن الشاغل إلى درجة غفلتهن عن أبنائهن وتيههم خاصة في ظل ذلك الاكتظاظ، والأدهى في الأمر أنهن يكملن تسوقهن ولا يتفطن للأمر وبما حل بهن إلا بعد مرور مدة زمنية معينة قد تطول ويزداد فيها خطر ضياع الطفل ولا يجدن في تلك اللحظات إلا الدموع والنواح لتخفيف كربتهن فلو تنبهن وحرسن أبناءهن لما تعرضن إلى ذلك الموقف. ذلك ما شهده سوق المرادية مؤخرا في فترة العيد حيث كان الكل يتبضع في هدوء إلى أن حدث وان ملأ صوت إحدى النسوة السوق وهي تنادي على ابنها بأعلى صوت في كامل أرجاء السوق بل وطأت رجلاها إلى خارج السوق وهي تبكي ولم تعرف ماذا تفعل لاسيما وان ابنها لا يتعدى العامين من العمر، ودهش الكل لذلك الموقف وتأثروا لحال المرأة في تلك الأثناء، إلا أن منهم من اسقط عليها اللائمة فكيف لها أن تنشغل بالتبضع وتضيع ابنها؟ وبعد حوالي ربع ساعة عثرت عليه السيدة في المدخل الرئيسي للسوق حيث احتجزه احد الشبان بعد أن تيقن من تيهه فما كان على تلك المرأة إلا احتضانه والبكاء بحرقة لاسيما وان الواقعة حدثت في ليلة العيد حيث كانت ملابس العيد بانتظاره مما يزيد من حساسية الموقف. تقول السيدة هدى: ما الدافع الذي يدفع هؤلاء الأولياء إلى مرافقة أبنائهم الصغار معهم إلى الأسواق؟ ذلك التصرف الذي لا يجنون منه إلا المشاكل ناهيك عن انزعاجهم خلال التسوق برفقتهم، أضف إلى ذلك احتمال ضياعهم في ظل اكتظاظ الأسواق وذلك ما هو حاصل بالفعل حيث لا يعثرون عليهم بعد ضياعهم إلا بعد جهد جهيد وبعد تدخل عناصر الأمن وكذا المواطنين. لتتدخل أخرى بالقول: ذلك الموقف يحصل بعد لهو بعض النسوة خاصة بتفقد البضاعة إلى درجة عدم الشعور بانفلات بعض أبنائهن من أياديهن في غفلة منهم ولولا تدخل كل من في السوق بما فيهم عناصر الأمن لما تم العثور على هؤلاء الأطفال. وأضافت أنها تدهش لبعض النسوة اللائي يصطحبن أكثر من ابن واحد وما يزيد من تأزم الأمر أن جلهم صغار والنتيجة هي تيه احدهم في زحمة ذلك الاكتظاظ.