من المقرر أن ينطلق اليوم 22 من شهر جويلية موقع (عرب برس) باللغة الروسية www.arabpress.net.ua، الموجه لتعريف الفضاء السوفياتي السابق بشؤون وقضايا العالم العربي المختلفة، بعيون العرب أنفسهم. ويقول أوليغ كوزيك رئيس تحرير الموقع إن أهمية انطلاقة (عرب برس) تأتي من كونه أول موقع إعلامي رسمي يحمل توجها عاما وشاملا، في ظل انتشار مواقع كثيرة تتبع أفرادا أو مؤسسات مدنية أو سفارات أو جاليات، تعرف بالقضايا من زوايا دينية وثقافية فقط، أو تطرحها بما يتلاءم مع انتماءاتها السياسية والفكرية. ويشرح كوزيك أن الموقع سيكون بوابة إعلامية تعرّف بما يهمّ المتصفح في العالم العربي، كالسياسة والاقتصاد والطب والسياحة ونبض المجتمع، وستعتمد بشكل رئيس على النقل من وسائل الإعلام العربية والعالمية التي تتمتع بمهنية عالية ومصداقية وقاعدة شعبية واسعة، بعيدا عن التحيز، (فهدفنا عكس الواقع العربي كما يراه ويفهمه ويختلف بشأنه العرب أنفسهم). ويعتبر معنيون أن من شأن الموقع الجديد المساهمة في تغيير الصورة النمطية لدى شعب أوكرانيا وشعوب باقي دول الاتحاد السوفياتي السابق عن العالم العربي، وتصحيح الكثير من المعلومات المتناقلة عنه عبر وسائل إعلام غربية غالبا. ولفت كوزيك إلى أن أسرة الموقع تضم مترجمين ومحررين أوكرانيين يجيدون العربية تحدثا وكتابة، ومعظمهم من غير المسلمين، لكن جميعهم يحب الشرق وبلاد العرب، ويتتبعون أخبارها. وفي هذا الإطار تقول المستشرقة تتيانا مازهار (إن الحاجة ماسة إلى وجود منابر إعلامية شرقية المصادر، تطرح القضايا العربية بوجهات نظر عربية، فتخلق بذلك توازنا في ظل هيمنة إعلام منحاز، أو ضعيف الاهتمام). وأوضحت أن الكثير من وسائل الإعلام الأوكرانية وغيرها في الدول المجاورة تتعامل من قضايا العالم العربي بسطحية، وبتشويه متعمد أحيانا، خاصة إذا ما اتصل الأمر بالقضية الفلسطينية، وما يحدث في مصر وسوريا. ويرى خبراء أن (عرب برس) خطوة يجب أن تتلوها خطوات نحو مزيد من مساحات التأثير، في ظل تنوع وسائل نقل المعلومات واختلاف فئاتها المستهدفة. يقول الباحث في تاريخ بلاد المشرق، يوري كوسينكو، إن الفضاء الروسي متعطش إلى وجود وسائل إعلامية متنوعة تعمل على تغطية شؤون العالم العربي، وذلك لارتباط كثير من دوله تاريخيا ودينيا به. وأضاف أن كثيرا من دول الاتحاد السوفياتي السابق تخاطب العرب بلغتهم عبر مواقع وقنوات فضائية، للتعريف بقضاياها والترويج لمصالحها وسياساتها، أما العالم العربي فلا يزال متأخرا في هذا المجال.