ستستلم الجزائر خلال شهر سبتمبر الداخل ست طائرات روسية جديدة من طراز ''سو-30 إم كا أ'' المتميزة بتقنياتها المتطورة، تكملة للصفقة الموقعة بين الطرفين، والقاضية باستلام الجزائر 28 طائرة من هذا النوع، وذلك في الوقت الذي انتهت الشركات العسكرية الروسية من صنع تسع طائرات أخرى من طراز ''ياك ''130 الحديثة ضمن اتفاقية تقضي ببيع 16 طائرة للجزائر، على حد ما تداولته أمس وسائل إعلام روسية. وأوضح رئيس شركة ''إركوت'' الروسية لإنتاج الطائرات أوليغ ديمتشينكو في مؤتمر صحفي عقده أمس على هامش فعاليات معرض ''ماكس - ''2009 الدولي، أن الصفقة الخاصة بتصدير 28 مقاتلة من طراز ''سو-30 إم كا أ'' إلى الجزائر سيتم إكمالها حتى نهاية العام الجاري، مضيفا أن تنفيذ هذه الصفقة يتم بنجاح. وقال ديمتشينكو إنه تطبيقا لهذه الصفقة فسيتم تصدير ست طائرات من هذا النوع إلى الجزائر خلال شهر سبتمبر الداخل، مذكرا في الإطار ذاته أن مؤسسته قد قامت بتوريد 22 طائرة من أصل 28 مقاتلة الجزائر في وقت سابق. وتشير مصادر غير رسمية أن القيمة المالية للصفقة الموقعة بين الجزائر وموسكو والموقعة في عام 2006 قد وصلت أكثر من 1.5 مليار دولار، وكانت الجزائر قد طلبت في البداية استلام طائرات من طراز ''ميغ ,''29 إلا أنها تراجعت بعد ذلك عقب اكتشافها وجود أعطاب تقنية بهاته الطائرات، وهي الأعطاب التي اعترف الطرف الروسي في الأخير بوجودها رغم محاولته التكتم عنها في البداية. وأضاف رئيس شركة ''إيركوت'' أن مؤسسته تواصل عملها بنجاح في تهيئة 16 طائرة تدريب حربية من طراز ''ياك ''130 لتسليمها لسلاح الجو الجزائري، و12 طائرة أخرى من هذا النوع لسلاح الجو الروسي، مبينا أن هذا الأخير ''سيزود في هذه السنة ب4 طائرات من طراز ''ياك ''130 ، ومردفا بالقول إنه ''قد تم صنع أول 9 طائرات لسلاح الجو الجزائري''. وبين أوليغ ديمتشينكو أن اختبارات طائرات ''ياك ''130 على وشك الانتهاء، مضيفا أن نموذجا من هذه الطائرة موجود بمعرض ''ماكس ''2009 ويتمثل في الطائرة الأولى من هذا الطراز التي صنعت لسلاح الجو الروسي. إلى ذلك، تشارك الجزائر رفقة 34 بلدا في معرض ماكس-2009 الدولي للطيران والفضاء الذي افتتحه أول أمس رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين، وتجري فعالياته في مدينة جوكوفسكي بضواحي العاصمة، إلا أن الحضور الجزائري اقتصر على تواجد مندوب فقط دون تخصيص فضاء يمثلها داخل المعرض الذي يعرف مشاركة 711 شركة. وفي هذا السياق، قال فلاديمير يفريموف رئيس إدارة الابتكارات والتطوير بمجمع إنتاج الطائرات في طشقند، الذي تقدم مؤسسته طائرات ''ايل-''76 للنقل العسكري ''كانت كل من الجزائر وسوريا وإيران والعراق وباكستان في أيام الاتحاد السوفياتي تشتري طائرتنا ''ايل-76 ''. ومن حيث المبدأ، فهم مهتمون بالاستمرار في هذه العلاقات. وإذا أظهرت هذه البلدان اهتماما بهذه التقنيات فنحن سنستمر معهم في التعاون''. ويشار إلى أن الجزائر وروسيا تجمع بينهما علاقات متينة في المجال العسكري، الأمر الذي جعل الجزائر ثاني دولة في العالم في قائمة الدول المستوردة للعتاد العسكري الروسي، فقد قاربت - الصادرات الروسية من الأسلحة نحو الجزائر في عام 2008 مبلغ 1.366 مليار دولار، متقدمة الصين التي جاءت في المرتبة الثالثة وبمبلغ 1.357 مليار دولار، ووراء الهند صاحبة المرتبة الأولى بقيمة مالية تقدر بنحو 1.5 مليار دولار.