تعمل الجهات المعنية في السعودية على قدم وساق لتوسعة صحن الطواف في المسجد الحرام بمكة المكرمة، ورفع طاقته الاستيعابية من 48 ألف طائف في الساعة إلى 105 آلاف طائف، والانتهاء من مراحل المشروع الثلاث قبل نهاية حج 2015. ويتضمن المشروع توسعة سطح المطاف ليصبح بعرض خمسين مترا بدلا عن عشرين مترا، وهو ما من شأنه أن يحل مشكلة الاختناق التي كان يعاني منها الطائفون سابقا. ويضم المشروع إنشاء جسور رابطة مع مناسيب الدور الأول، مع مراعاة التصميم الحالي للمناسيب الأرضية، مما يحقق الاتصال البصري بشكل كامل مع المحافظة على الإرث التاريخي لعمارة الحرم. وبدأ العمل على مشروع توسعة المطاف في نوفمبر 2012 وأدى ذلك إلى خفض حجم الطاقة الاستيعابية للمطاف من 48 ألف طائف إلى 22 ألفا في الساعة، وسعيا للتقليل من هذه الفجوة استحدث مطاف مؤقت من طابقين سيرفع الطاقة الاستيعابية إلى 35 ألف طائف في الساعة. وسيتم تركيب المطاف العلوي وربطه بالتوسعة الأولى لذوي الاحتياجات الخاصة ومستخدمي العربات قبل دخول العشر الأواخر من رمضان، إلى جانب العمل على استكمال الطابق الثاني مباشرة قبل موسم الحج لهذا العام. ويأتي المطاف المؤقت على شكل حلقة دائرية محاذية للرواق القديم، ومشرفا على الكعبة بعرض 12م وارتفاع 13م ويستوعب 1700 عربة في الساعة، وذلك لفصل الحركة بين ذوي الاحتياجات الخاصة والطائفين في منطقة الصحن طيلة مدة المشروع. وبحسب تصريحات مكتوبة قال الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ عبد الرحمن السديس إنه تم إنجاز الأعمال الإنشائية لمعظم الدور الأرضي، وإن العمل جار للانتهاء من بلاط الدور الأول وسيتم ربط المرحلة الأولى لرفع الطاقة الاستيعابية للمطاف مع التوسعة الأولى بهيكل إنشائي ليتسنى تكامل المطاف بالدور الأول. ودعا السديس في تصريحاته إلى تخفيض أعداد الحجاج والمعتمرين بشكل مؤقت واستثنائي وعدم تكرار الحج والعمرة، خاصة في هذه الفترة حفاظا على أرواح وسلامة الحجاج والمعتمرين. وقال (هو أمر لا بد من اتخاذه واللجوء إليه خلال فترة تنفيذ هذا المشروع المبارك). وقرّرت وزارة الحج في وقت سابق خفض أعداد حجاج الداخل 50%، وحجاج الخارج 20% لحين إتمام المشروع، بالإضافة إلى تخفيض عدد المعتمرين في شهر رمضان الحالي وإلزامهم بعدم المكوث في السعودية بعد أداء المناسك أكثر من 15 يوما، لحين إتمام المشروع. كما يشهد الحرم المكي وساحاته في الوقت نفسه توسعة كبيرة تقع في الناحية الشمالية من المسجد ستضيف مساحة 400 ألف متر مربع إلى المساحة الحالية، لتستوعب مليونين ومائتي ألف مصل. وللتخفيف عن المعتمرين في رمضان، وجّه الملك عبد الله بن عبد العزيز بفتح جزء من توسعة الحرم مع دخول شهر رمضان المبارك. وتم إنشاء وتهيئة 1872 نافورة شرب وعدد كبير من دورات المياه والميضآت التي تخدم بشكل مباشر المسجد الحرام وساحاته الشمالية والشرقية والجنوبية والغربية بعدد يصل ثمانية آلاف من إجمالي 15 ألفا. كما تم تزويد الساحات بعدد من اللوحات الإلكترونية والعادية للتوعية والإرشاد موزعة على مداخل الساحات والمماشي الرئيسية، وتشييد خمسين مظلة في الساحات الخارجية. ولتمكين المشاة من السير في بيئة مناسبة يجري تنفيذ أربعة أنفاق للوصول إلى الحرم لتلافي ازدحام حركة السير في المنطقة المركزية.