هددت 250 عائلة مقيمة بالحي القصديري علي صادق منذ 18 سنة والآيلة للسقوط ببلدية برج الكيفان، بالاعتصام أمام مقر البلدية وشل حركتها في حال مالم يتم سماع أصواتها وترحيلها إلى سكنات لائقة كباقي سكان الأحياء القصديرية المستفيدة عبر كامل الوطن وانتشالها من بؤر التخلف والعزلة المفروضة عليها. في حين تم تطبيق برنامج رئيس الجمهورية المتمثل في القضاء على البيوت القصديرية على أحياء أخرى، حيث استفادت معظم العائلات القاطنة بالبيوت الهشة والعملية التي مست حتى الشاليهات، إلا أن البيوت القصديرية ببرج الكيفان وبالضبط حي علي صادق لا زالت تصنع ديكورا بالمنطقة ولا زالت قابعة في سكناتها الهشة والآيلة للسقوط والتي لا تصلح حتى أن تكون إسطبلات للحيوانات. يعاني سكان حي علي صادق ببلدية برج الكيفان من التهميش الكبير التي اكتسحت الحي منذ عقود طويلة الأمد تتخبط في حياة قاسية في ظل العزلة والحرمان من متطلبات الحياة الكريمة حيث يفتقر الحي اي أدنى الحقوق الضرورية أهمها انعدام الطريق المؤدي إلى سكناتهم المتناثرة هنا وهناك إضافة إلى انعدام الماء وقنوات صرف المياه رغم أننا في الألفية الثالثة، إلا أن السكان لازالوا لم يتذوقوا العيش الكريم والرفاهية والتي تعكس اللامبالاة واللامسؤولية من طرف السلطات المحلية التي تلقي بشعارات تطمينية فقط لامتصاص الغضب وهيجان المواطنين الذين ضاقوا ذرعا من حياة الذل والهوان داخل جحور لا تصلح لآدميين، وحسب احد السكان ل أخبار اليوم أن انتظارهم طال وسئموا التهميش كيف لا ونحن في 2013 لازلت الأسر تقطن في أكواخ الطين كما لم تطوي الجزائر صفحة المعمر لحد الآن، نظرا للحياة البدائية والمعيشية المتردية التي يعشونها في الوقت الذي يواكب فيه بقية الجزائريين حياة حضارية وتكنولوجيا، في حين يعيشون الخوف والهلع من سقوط تلك السكنات فوق رؤوسهم، وحسب أحد الممثلين عن السكان أنه رغم مئات الشكاوي المودعة لدى السلطات والاحتجاجات المتكررة، إلا أن الردود مجرد وعود كاذبة وزائفة وفي كل مناسبة يجد فيها المسؤولين (حجة لإسكاتنا وامتصاص غضبنا وانه سيتم ترحيلنا في الوقت المناسب) والسنين تتعاقب ولا جديد يذكر إلى غاية كتابة هذه الأسطر، وحسبهم كل الأبواب سدت في وجوههم وكان ليس لهم لجنسية الجزائرية ويتساءل هؤلاء أي باب يطرقون لإخراجهم من عزلتهم وانتشالهم من الذل والهوان الذي يعيشونه داخل أكواخ شيدت من الزنك والبلاستيك وحتى من الطوب وقال احدهم أنهم واجهوا نكبات الزمن الطبيعية من جهة وقمع الإرهاب والتنكيل، من جهة أخرى فقد عانوا الأمرين إلا أنهم لحد الساعة لم يستفيدوا من شيئ يذكر حتى حقهم الشرعي في السكنو وأضاف محدثنا انه رغم تداول اللجان وتسجيل أسماء القاطنين بهذه المنطقة وفي كل مرة تعاود أخذ القائمة لكن دون جدوى فلم يروا شيئا فحقوقهم مهضومة من كل النواحي من طرف السلطات المحلية التي تفرض عليهم سياسة الصمت والتهميش، حسب تصريحاتهم أن كل رئيس بلدية يستلم مهامه بالبلدية يصب وابلا من الوعود لتبقى في الأخير مجرد وعود عارية من الصحة والتجسيد. وعليه وأمام هذه الظروف القاسية جدد سكان حجي علي صادق مطالبهم للسلطات المحلية والولائية التدخل العاجل لترحيلهم إلى سكنات لائقة تحفظ كرامتهم قبل الإقدام على تصرفات لا تحمد عقباها.