تعيش أزيد من 400 عائلة قاطنة بحي الزبوجة التابعة إقليما لبلدية الأبيار أوضاعا أقل ما يقال عنها إنها جد كارثية في ظل انعدام أدنى شروط ضروريات العيش الكريم رغم تواجها بقلب العاصمة، وكانت كل آمالها معلقة على ترحيلها إلى سكنات اجتماعية لائقة وانتظار التفاتة من السلطات المحلية في تطبيق تعليمة رئيس الجمهورية والهادفة إلى القضاء على البيوت القصديرية والهشة. هددت العائلات القاطنة ببيوت قصديرية منذ 55 سنة والآيلة للسقوط بانتفاضة عارمة والقيام بالاعتصام أمام مقر البلدية وشل حركتها في حال مالم يتم سماع أصواتها وترحيلها إلى سكنات لائقة كباقي سكان الأحياء القصديرية الأخرى المستفيدة رغم حداثة تموقعها حسب السكان. وحسب ممثل السكان فقد انتظروا بشغف ترحيلهم خصوصا بعد إدلاء الجهات العليا عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة وحتى المكتوبة بالقضاء على السكنات الهشة المهددة بالسقوط والأقبية، غير أن هذه التعليمة لم تمس الحي المذكور رغم أنه يعتبر من أقدم الأحياء بالعاصمة، إضافة إلى تموقعه في مكان حساس بقلب العاصمة إلا أنه لحد الآن لم تمنح له إشارة أو إشعار إيجابي من طرف السلطات بترحيلهم واستفادتهم كباقي الأحياء المجاورة الأخرى التي لاتبعد عنها إلا بأمتار، وحسب السكان رغم الشكاوي والكتابات المودعة لدى مصالح البلدية إلا أنها لم تلق سوى التهميش واللامبالاة، وبقيت هذه الأخيرة في الأدراج دون حتى الاطلاع على فحواها، حيث لازلت البيوت القصديرية بالجزائر العاصمة وبالضبط أحياء طقارة ببلدية الأبيار تصنع ديكورا بالمنطقة، ولازالت قابعة في سكناتها الهشة والآيلة للسقوط والتي لا تصلح حتى للحيوانات، حيث لا تبعد عن مواقع حساسة بالدولة إلا ب 1 كيلو متر فقط. يعيش سكان حي الزبوجة المعروف بأقدميته على مستوى طقارة ببلدية الأبيار حياة مزرية وكارثية في ظل العزلة والحرمان من أية متطلبات العيش الكريم، حيث يفتقر الحي إلى أدنى الحقوق الضرورية أهمها انعدام الماء وقنوات صرف المياه والصرف الصحي مما دفع السكان لتشكيل مطامير لقضاء حاجاتهم، مما أدى إلى انتشار روائح كريهة داخل الحي يصعب التوغل بداخله، وهذا فعلا ما وقفت عليه »أخبار اليوم« أثناء زيارتها للحي، إنه فعلا واقع مر وصعب تعيشه العائلات القاطنة بذات الحي رغم أننا في الألفية الثالثة إلا أن السكان لازالوا لم يذوقوا طعم الحرية والتفتح حسب أحد السكان وانتظارهم طال وسئموا التهميش، كيف لا ونحن في 2010 ولازلت الأسر تقطن في سكنات شبيهة بخم الدجاج وأكواخ، وكأن الحي متواجد بأقصى القرى المعزولة وليس في قلب العاصمة وعلى مرمى حجر من البلدية، فلا ينقص هذا الحي حسبهم سوى اصطبلات البقر والدواب كي تكتمل صورة الحياة البدائية حسب تعبيرهم نظرا للحياة القاسية والمأساوية التي يحيونها، في الوقت الذي يواكب فيه بقية الجزائريين حياة الرفاهية والتكنولوجيا وهم لازالوا يتخبطون في جملة النقائص والضروريات على غرار العنصر الضروري للإنسان وهو الماء، إضافة إلى حرمانهم من الكهرباء، وحسبهم لولا تعاطف سكان العمارات المجاورة الذين منحوهم كوابل لعاشوا في حلكة الظلام الدامس. وحسب أحد ممثلي السكان فإنه رغم الشكاوي التي رفعوها لدى السلطات المحلية إلا أن الردود مجرد وعود كاذبة، وحسبهم كل الأبواب سدت في وجوههم وكأنهم عراة من الدستور والميثاق الجزائري، ويتساءل هؤلاء أي باب يطرقون لإخراجهم من عزلتهم وانتشالهم من الذل والهوان الذي يعيشونه داخل أكواخ، أو كما سماها أحدهم بجحور، وقال أحدهم إنهم ضاقوا ذرعا من تقاسم الحياة مع الجرذان والثعابين، وبلغة التذمر وبملامح حزينة تكلم عن حادثة وقعت لابن أخيه الذي كان ضحية لدغة عقرب وعمره لا يتجاوز الثلاثة أشهر والذي تم إنقاذه في اللحظة الأخيرة، وأضاف محدثنا أنهم عانوا الأمرين إلا أنهم لحد الساعة لم يستفيدوا من شئ يذكر حتى حقهم الشرعي في السكن رغم تداول اللجان وتسجيل أسماء القاطنين بهذا الحي، وفي كل مرة تعاود أخذ القائمة لكن دون جدوى فلم يروا شيئا، فحقوقهم مهضومة من كل النواحي من طرف السلطات المحلية التي تفرض عليهم سياسة الصمت والتهميش. وحسب تصريحاتهم أن كل رئيس بلدية يستلم مهامه بالبلدية يصب وابلا من الوعود لتبقى في الأخير مجرد وعود عارية من الصحة والتجسيد، لذا بعد انتظار وخيبة أمل حسبهم لم يتبق لهم شيء سوى التهديد بالاعتصام أمام مقر البلدية وقطع الطريق الرئيسي في حال ما لم يتم استقبالنا من طرف مير الأبيار وموافاتنا واطلاعنا عن وضعيتنا التي تزداد تأزما يوما بعد يوم، وعبر صفحاتنا يناشد سكان حي الزبوجة بالعاصمة الجهات الوصية على رأسها رئيس الجمهورية التعجيل بترحيلهم في أقرب الآجال.