ما لفت انتباه الجميع خلال السهرات الرمضانية خصوصا السائقين هو انطلاق بعض الأطفال في اللعب بدراجاتهم على مستوى الطرقات بصورة متهورة مما قد يعرضهم إلى حوادث مميتة، بحيث ينطلقون جماعات حتى يهيأ للملاحظ أنهم في سباق إلا أن حقيقية الأمر أن هؤلاء اختاروا اجتياز سهراتهم الرمضانية على تلك الطريقة والمغامرة بحياتهم، بحيث أن الظاهرة أزعجت الكل على مستوى الطرقات بما فيهم السائقون الذين يجتنبون بصعوبة الاصطدام بهم بالنظر إلى قيادتهم المتهورة لتلك الدراجات دون أدنى خوف من المغامرة بالحياة. انتشر هؤلاء على مستوى أغلب الطرق السريعة وتحاشاهم في كم من مرة السائقون الذين يتعجبون من طريقة قيادتهم الخطيرة، والتي يتلاعبون عبرها بأرواحهم وبأرواح غيرهم من مستعملي الطرقات، ويكون معظم هؤلاء المغامرين من المراهقين الذين يتجمعون خلال السهرة ويقدمون معهم دراجاتهم لإقامة تلك الحركات الاستعراضية عبر الطرقات بغرض جلب الانتباه وحب المغامرة في ذلك السن. وهي الطريقة التي اختارها مراهقو ولاية البليدة التي تعرف أجواء رمضانية مميزة في هذه الأيام ويتوافد إليها الزائرون من العاصمة وما جاورها من مناطق والاكتظاظ الذي تعرفه في الفترة الليلية لا يتوافق مع الظاهرة المنتشرة هناك، بحيث يقبل أطفال ومراهقون من مختلف الأعمار على الانطلاق بدراجاتهم الخفيفة فهي ليست بدراجات نارية ثقيلة تقوى على مواجهة المؤثرات الخارجية، بحيث ينطلقون في حركاتهم الاستعراضية ويميلون يمينا وشمالا مما يعرقل حركة السير العادية للسائقين ويجعل مهمة التحكم بمقود السيارة مهمة صعبة في ظل القيادة المتهورة لهؤلاء الأطفال ومغامرتهم بأنفسهم وبالآخرين. ما بينه سائق من منطقة البليدة الذي قال إن انتقاء الأطفال لتلك اللعبة يشكل خطرا حقيقيا عليهم وعلى السائقين، إذ بيّن أنه شخصيا تفادى العديد منهم بصعوبة بالنظر إلى الطريقة المتهورة في القيادة التي يستعملها هؤلاء الأطفال في ظل لهثهم وراء المغامرة، فبالإضافة إلى حوادث المرور المميتة التي تشهدها الطرقات في كل مرة يراهن هؤلاء الأطفال بأرواحهم وبأرواح السائقين. اقتربنا من بعض هؤلاء الأطفال لتبيين دوافع إقبالهم عل تلك الأفعال الجنونية التي تغامر بسلامتهم، فبيّن أغلبهم أن إدمانهم على ركوب الدراجات وشغفهم بها من بين الدوافع التي أدت بهم إلى ذلك من دون أن ننسى الفراغ ولهثهم وراء اجتياز السهرة على تلك الطريقة الغريبة واختيار المغامرة عبر الطرق السريعة والمليئة بالسيارات. منهم أسامة ذو 16ربيعا الذي قال إنه يهوى ركوب الدراجة منذ الصغر والتقى بأقرانه الذين تجمعهم الهواية نفسها ليكون الاتفاق بجلب الدراجات ليلا والانطلاق بها في موكب خاص عبر الطرقات. وعن الخطر المحدق الذي يهددهم قال إنهم يقودون بكل احترافية ويتفوقون أيضا بإقامة تلك الحركات الاستعراضية بالسير على عجلة واحدة وسط الطرقات. لتبقى تلك من السلوكات المنافية للسلامة المرورية، والغريب أن تلك المواكب التي تضم العشرات من الدراجات الخفيفة تمر بكل حرية عبر حواجز الأمن على الرغم من تأثيرها على الحركة المرورية واحتمال تسببها في حوادث مرور خطيرة.