تحت شعار (التحرير والعودة حق مقدس)، أحيا منتدى الفكر الديمقراطي بالعاصمة الأردنية عمّان الذكرى السادسة والعشرين لاغتيال رسام الكاريكاتير المعروف ناجي العلي، بمشاركة واسعة من معجبي رسوماته الناقدة الساخرة ومعجبي حنظلة. وتميّز احتفال هذا العام بحضور الأطفال في محاولة من المنظمين لإحداث مجايلة وتواصل بين حنظلة والطفل الفلسطيني، كي لا تُنسى القضية الفلسطينية التي دافع عنها ناجي العلي كما قال رئيس منتدى النقد الدرامي الفنان محمد قباني الذي أدار الاحتفال. ونسب قباني لناجي العلي قوله (الثورة واضحة عندي)، و(المرأة الفلسطينية كانت مساندا وداعما في المسيرة النضالية من خلال تضحياتها والمشاركة المباشرة في المقاومة). وقال أمين منتدى الفكر الديمقراطي عبد الله حمودة إن قتلة العلي في مزبلة التاريخ، فالقادة الذين يقتلعون الإبداع والوجدان يتوهمون بالانتصار على الضحية لكنهم يقعون ضحية أعمالهم، في حين يبقى الفنان بصفته ضمير الناس وملهمهم منارة الشعوب وخاصة الفقراء. ووصف في كلمته (حديث متأخر مع ناجي العلي) الشهيد بأنه كان يرسم القضية الفلسطينية بحجم الوطن العربي، فهي من وجهة نظره عربية القلب والضمير واللسان والسلاح، وكل الذين حوّلوها لقضية إقليمية خسروا لأنها رغم الضباب ستبقى قضية العرب وأكسجين الفقراء. ولفت إلى أن حنظلة يؤمن بأن تحرير فلسطين لن يكون إلا عربيا والعودة فلسطينية، وأن مرحلة المقاومة كما فهمها حنظلة اغتيلت والقاتل واحد والرصاصة واحدة من صنع بريطانيا، لكنه -أي حنظلة- موجود في المخيمات والأحياء الشعبية. وقال حمودة: كان على حنظلة أن يختار بين الخضوع والقتل.. بين المساومة والمقاومة، فاختار المقاومة وثقافتها له ولكل إنسان له كرامة ويحس بالوطن والسيادة. وتخلل الاحتفال وقفة مع الشعر، حيث ألقى الشاعر أحمد أبو سليم قصيدة بعنوان (العشاء ما بعد الأخير)، ومن القصيدة نقتطف: بأي جريرة قتلوك يا ناجي لأنك لم تصدق خضرة البدلات حين بدت مماسح للدم المسفوك فوق بلاط الحاكم العربي وفي حديث له قال أبو سليم (إن الرصاصة وكما أثبت التاريخ لا تقتل الفكرة، فالرصاصة التي قتلت ناجي خلّدت حنظلة وأصبح رمزا من رموز النضال الوطني كخارطة فلسطين والعلم الفلسطيني). كما ألقى الشاعر صلاح أبو لاوي ثلاث قصائد وصف فيها ناجي العلي بأنه كبير البلد والزعيم الحقيقي للشعب الفلسطيني، لأنه ابن همّهم ومخيمهم وخير من دافع عنهم. وقال أبو لاوي إن ريشة العلي كالسوط يجلد المتخاذلين والمطبعين والمهرولين، ونحن هنا لا نحتفي به إلا لنذكر جماهيرنا العربية بالطريق الذي اختطه وكثير من المقاومين خدمة لقضاياهم ودفاعا عن حقوقهم.