ميدل ايست اونلاي الجزائر – من محمد بغداد صدر مؤخرا عن دار الحكمة للنشر والتوزيع بالجزائر، مؤلف أدبي جديد للمؤلف الجزائري الشاب سعيد حمّودي، تحت عنواان ''حنظلة، ثورة على جناح السلطنةا الإنتاج الأدبي الجديد لحمّودي، هو نص مسرحي مدعم باختيارات شعرية وأخرى نثرية قيلت في حق حنظلة، وقّعها محمود درويش، أحمد مطر، خالد أبو خالد، مظفر النواب، وأخرى تعبيرية تمثلت في بعض الكاريكاتير لناجي العلي.وان حاول حمّودي تتبع اثآر ناجي العلي إلا أن مسار المسرحية ذهب في اتجاه قراءة نقدية لواقع المثقف العربي في زمن أتون الصراع العربي الإسرائيلي، وتجلياته بعد العدوان على غزة.النص المسرحي لحمّودي يعمل على قلب خشبة المسرح على ممثليه، ويحلم بتهديم المعبد على رؤوس السدنة من المثقفين المتخاذلين تجاه القضايا المصيرية الكبرى للأمة.وكلما سارت صفحات المسرحية وفصولها إلا وارتفعت معها حدة الم الضمير العربي البسيط فيما يراه من ترهل المشهد الثقافي العربي الذي يكاد ينسحب من الساحة أو يعلن انهياره أمام الطوفان الجارف لمد الغضب العربي المتنامي تجاه الحملات المتواصلة من الإذلال والإهانة القادم عنفوانها من الخارج ، والمتوسع ألمها من الداخل.ورغم الشعلة المتوقدة التي يرد سعيد حمّودي ان يؤجج لهيبها، إلا أنه يتوقف ليستمد المدد من لوحات ورسومات ناجي العلي الذي بالغ "حنظلة" في تعرية الوجه القبيح من المشهد فيه.حنظلة يتوقف ليس إعلان هدنة أو وقفة استراحة بل التفات للحوار مع ضمير المثقف العربي في هذه الظروف العصيبة التي تبغي استئناف المشوار الراغبة في البحث عن إعلان الحقيقة والانتصار للعدالة.ووعد الفنان محمد بن قطاف، مدير المسرح الوطني الجزائري أن يقدم النص مسرحيا، وقد تمت برمجته بالفعل وسيبصر النور على الخشبة قريبا.ولا يخفي سعيد حمّودي أن أساس فكرة كتابة النص بدأت تتبلور مع إعلان مدينة القدس عاصمة للثقافة العربية للعام 2009، فأراد من موقعه كشاعر تقديم هذا النص، الذي يقترب من السيرة الذاتية لفنان الكاريكاتير الفلسطيني الراحل ناجي العلي، لكنه لا يتقيد بالسيرة حرفيا، بل يحاول أن يتحاور جماليا مع شخصية "حنظلة"، ذلك الطفل الذي ولد في مخيلة الفنان الراحل قبل أربعين سنة، وما زال طفلا صغيرا لا يكبر، رغم المحن التي مر بها.ثم إن سعيد يقول إنه ليس غريبا عن فن الكاريكاتير الذي نشأت فيه شخصية حنظلة، فقد سبق له وهو الصحافي الشاب عندما كان يشتغل في صحيفة "الخبر" الجزائرية، أن قام بكتابة مقدمة لكتاب فنان الكاريكاتير الجزائري الشهير "أيوب"، والذي اختاره دون غيره من الصحافيين والكتّاب، لأن الفنان المخضرم أراد أن يقدمه شاب من الجيل الجديد، بنظرة غير تقليدية عنه.وبعد تلك التجربة التي يعتز بها، أراد الشاعر سعيد حمّودي أن يعيد الكرّة على صعيد آخر مختلف تماما، فكتب هذا النص المسرحي اقترابا من فنان الكاريكاتير الفلسطيني الراحل ناجي العلي.