مع العد التنازلي لنهاية الشهر الكريم واقتراب عيد الفطر المبارك تستعد العائلات كعادتها للاحتفال بمناسبة عيد الفطر المبارك وتعد كسوة الأبناء من أبرز النقاط التي تميز عيد الفطر، بحيث تشهد الأسواق والمتاجر المختصة في ترويج الملابس إقبالا هائلا لإتمام الخطوة، إلا أن ما يشتكي منه الكل هو اللهيب الذي عرفته أسعار الملابس في هذه الآونة بالذات بحيث يرفعها التجار إلى مستويات قياسية لا تخدم جيوب أرباب الأسر. نسيمة خباجة وهي المعضلة التي يواجهها الأولياء لتزيد نفقات العيد من اتساع نفقاتهم بشكل كبير، إلا أن فرضية كسوة الأبناء تجبرهم على تقبل تلك الأسعار واقتناء ملابس العيد لأطفالهم مهما بلغ سعرها بالنظر إلى شغف الأطفال بلبس الجديد يوم العيد. واختارت بعض الأسر الخروج ليلا من أجل شراء ملابس العيد وفرّت من الحرارة الشديدة التي تعرفها ساعات النهار وذلك ما تعكسه الحركية الكبيرة التي تشهدها المتاجر الكبرى في الفترة الليلية، إلا أن ما اشتكى منه الكل هو اللهيب الذي أعلنته الكثير من المحلات بحيث بلغت الأسعار مستويات قياسية أثرت على ميزانية بعض الأسر التي اصطدمت بميزانية أخرى بعد أن أثقلت كاهلها ميزانية رمضان. وفي جولة لنا عبر بعض المحلات المنتشرة بالعاصمة قابلتنا تلك القصاصات التي تظهر أسعار الملابس والتي شهدت ارتفاعا ملحوظا خصوصا الملابس المستوردة التي تعدت أطقمها مبلغ 5000 دينار لترتفع الأسعار مع اختلاف الأعمار، وظهر بعض الأطفال وهم ينتقون الملابس بمفردهم بغية إرضائهم من طرف أوليائهم وتلبية رغباتهم. منهم إحدى السيدات التي كانت برفقة ابنتها التي لا تتعدى سن السادسة والتي كانت تختار حذاء بمفردها، بحيث أوضحت السيدة أنها فرغت من شراء الطقم ولا ينقص ابنتها إلا الحذاء، وعن الأسعار قالت إنها سلمت منها بعد أن اقتنت طقم ابنتها في وقت مبكر واصطدمت في الوقت الحالي بغلاء أحذية الأطفال التي وصلت إلى 2000 دينار، فما بالنا الملابس التي وصلت إلى مستويات غير معقولة. نفس ما عبر به سيد آخر الذي كان برفقة أطفاله، إذ قال إنه حام حول العديد من المحلات إلا أنه لم يجد ما يروقه إلى جانب الأسعار الملتهبة للملابس سواء المحلية أو المستوردة بعد أن أعلن التجار سطوهم على الجيوب وانتهزوا فترة العيد كونهم على يقين بالإقبال الكبير للأولياء على شراء الملابس كعادة وعرف ملزم مهما كانت الظروف لإدخال الفرحة على قلوب الأبناء. اقتربنا من بعض التجار لمعرفة سر الارتفاع المذهل الذي عرفته الأسعار قبيل العيد فأجمعوا كلهم على غلاء أسعار الملابس بأسواق الجملة وكذا تجار (الكابة) على حد قولهم كيد أولى خصوصا فيما يخص الملابس المستوردة التي يجلبونها بمبالغ كبيرة مما يفرض عليهم إعادة بيعها على تلك المستويات وهو ما عبر عنه تاجر من ساحة أول ماي، إذ قال إن التجار هم الآخرون يتأثرون بالأسعار في أسواق الجملة مع متعامليهم الذين يرفعون من الأسعار في مثل هذه المناسبات ويجبرون على إضافة نسبة معينة من أجل الربح تلك التي تأثر بها الزبون ويلقي التهمة مباشرة على تاجر التجزئة الذي تفرض عليه الظروف الزيادة في الأسعار، واستدل بطقم لطفل في العامين من العمر والذي كان يعرض بسعر 4500 دينار، بحيث قال إنه جلبه بسعر 4300 دينار وليس من المعقول بيعه تحت هذا السعر. وبعد أن ألقى تجار التجزئة بالكرة في مرمى تجار الجملة يبقى الأولياء في مواجهة تلك الأسعار الملتهبة التي قد تغيب فرحة العيد على العديد من الأطفال المنتمين إلى الأسر المعوزة التي تبقى مكتوفة الأيدي أمام لهيب الأسعار المعلن في هذه الآونة والذي سيتضاعف حتما قبيل العيد بأيام قلائل.