رفض أعضاء في الائتلاف السوري المعارض نتائج الانتخابات التي أجريت مؤخرا وأوصلت أحمد الجربا لرئاسة الائتلاف. وما قبل الاجتماعات المتوقعة للائتلاف الوطني السوري المعارض في الفترة القادمة باتجاه استحقاق جنيف -2 والحكومة الانتقالية المرتقبة، فاجأ بعض أعضاء الائتلاف الوطني المعارض الجميع بالاعتراض على نتائج الانتخابات الأخيرة التي أفضت إلى وصول أحمد الجربا رئيسا للائتلاف وانتخاب نواب له وهيئة سياسية مؤلفة من تسعة عشر عضوا. وقّع الرافضون للنتائج على رسالة اعتبروا فيها "أن العملية الانتخابية تمت في ظل حالة شديدة من الاستقطاب ومن التجاوزات القانونية التي تطعن بنزاهة العملية، وأن هذا بدا واضحا في ضوء نتائج الانتخابات الرئاسية". وردا على الرسالة، قال الدكتور كمال اللبواني عضو الهيئة السياسية في الائتلاف إن الاعتراض على نتيجة الانتخابات "من المفروض أن يكون قانونيا وليس سياسيا". وقال: "القبول بدخول الانتخابات هو اعتراف بشرعية نتيجتها، والأساس القانوني للاعتراض غير متوفر وبالتالي لا قيمة إجرائية له". وقال اللبواني "حتى لو ذهبوا للتجميد أو الانسحاب فالائتلاف كله مجمد وغير فاعل ويقتصر نشاطه على التواصل الدبلوماسي والبيانات". واعتبر أن "تهذيب الائتلاف أمر ضروري بعد ترهّله ويمكن استبدال ممثلي المجالس بسرعة بل يجب استبدالهم ليكونوا منتخبين وغير معينين". وأكد الأعضاء في الرسالة التي تم تعميمها أنه "التزاما منا بالعملية الديمقراطية قررنا عدم الطعن بالنتائج الانتخابية قبل صدور تقرير انتخابي من لجنة قانونية من خارج الائتلاف مختصة بالنظر في هذا الطعن وقررنا القبول بهذه النتائج والمضي قدماً وإعطاء الهيئة الرئاسية فرصة ريثما تتوضح ملابسات العملية الانتخابية". ولفتت الرسالة إلى إصرار "كتلة في الائتلاف على القيام بالعملية الانتخابية في وقت غاب فيه العديد من الأعضاء عن الاجتماع، حيث أن قاعة الاجتماع لم يكن فيها ما يزيد عن 30 عضوا من أصل الأعضاء ال 114 في الائتلاف والاتصال الانتقائي بالأعضاء الذين لم يحضروا فلم يتم الاتصال بجميع الأعضاء وإنما اختير أشخاص معينون ليصوتوا باتجاه معين". وتطرقت الرسالة إلى "إصرار بعض الأطراف الاستمرار في الانتخابات على الرغم من قيام عدد كبير من الأعضاء بالانسحاب ورفض المشاركة، وأنّ نتائج الانتخابات أثبتت إقصاء العديد من الأطراف كالكتلة التركمانية، إعلان دمشق، الكتلة الاشورية، المجالس المحلية والحراك الثوري وغيرهم من الهيئة السياسية واستحواذ كتلة معينة على ما يقارب من 40 % من المقاعد فيها". واعتبر أعضاء الائتلاف ال 29 الذين وقعوا على الرسالة أن الهيئة السياسية غير شرعية وغير تمثيلية. ودعوا إلى "إجراء انتخابات جديدة لانتخاب هيئة سياسية حقيقية يقتنع الجميع بشرعيتها وقدرتها على القيام بأعباء المرحلة المقبلة". يشار إلى أنّ أحمد الجربا قد انتخب في 6 جويلية الماضي رئيسا للائتلاف الوطني السوري المعارض. وحصل الجربا على 55 صوتا مقابل 52 لمصطفى الصباغ.