لم يعد بالشيء الغريب مصادفتنا لكبش أو جمل أو حمار أكرمكم الله وهم يتنقلون على مستوى شوارع العاصمة بين الفينة والأخرى سواء بالطرق السريعة أو حتى بالشوارع والساحات الكبرى بالعاصمة، ذلك ما لا يليق بعاصمة البلاد بسبب ما تفرزه تلك المظاهر من سلبيات على غرار الفضلات التي نجدها مبعثرة في كل مكان وكذا عرقلة تلك الحيوانات لاسيما الضخمة منها كالجمل والحمار لحركة المرور التي تشهد اختناقا كبيرا، وما زاد من كارثيتها هو كثرة تنقل مثل تلك الحيوانات التي تمسّك أصحابها بالتنقل بها في العاصمة لأغراض وغايات معينة. نسيمة خباجة ذلك ما لم يستحسنه الكثيرون الذين يرون أن موضعها الأصلي والطبيعي هي الاصطبلات لا الشوارع الكبرى بالعاصمة، مما اقلبها إلى شبه بادية وافسد ديكورها وهناك من يستعملونها بغرض جمع الصدقات بحيث يتنقلون بها عبر الأحياء الشعبية وبذلك امتهنوها كحرفة دائمة على الرغم من انعكاساتها السلبية على المحيط وكذا الوجه الخارجي للعاصمة ولم تسلم حتى حركة المرور من إفرازات الظاهرة لاسيما وان كان حجم الحيوان المتنقل من النوع الكبير، فهو بذلك يستحوذ على مساحة واسعة لتنقله مما يؤدي إلى زحمة في الطرقات ناهيك عن تشوية مظهر العاصمة كمنطقة حضارية كان من الأولى أن تنسلخ عن تلك الظواهر الشائعة بالبادية لكن ومع غياب الرقابة أصبح كل شيء مباحا وأصبحت تلك الحيوانات تزاحم المارة على الأرصفة فلا يذهلك أبدا مظهر رجل وهو يتنقل برفقة جمل أو حمار حتى بالمناطق التي شاع عنها أنها مناطق شيك بالعاصمة كون أن الظاهرة أصبحت جد عادية ومباحة وغُضّ النظر عن إفرازاتها السلبية من جميع النواحي سواء من حيث تشويه مظهر العاصمة أو من حيث عرقلة المرور، أو من حيث تلويث المحيط بتلك الفضلات، أو من حيث إزعاج المشاة الذين يجدون أنفسهم مجبرين على الاحتكاك معها فوق الأرصفة رغم الرائحة الكريهة التي تنبعث منها في الغالب، فأصحابها لا يبالون بكل ذلك فالمهم لديهم هو جمع الصدقات بواسطتها بعد التنقل بين الأحياء والتفاف الأطفال الفضوليين من حولهم فكل شيء يهون بالنسبة إليهم في سبيل الحصول على بعض القطع النقدية خاصة وان معظم القاطنين ببعض المناطق ألفوا تزويدهم ببعض القطع النقدية بعد عبورهم عبر أحيائهم وأصبح ذلك بمثابة العادة، مما شجع هؤلاء على الاستمرار في تلك التنقلات العشوائية. وتعايش الناس في مجتمعنا عبر الحقب الزمنية مع تلك المظاهر الغريبة التي تتناقض ممارستها مع البيئة الحضرية وتنفرد بمواضعها الخاصة بالأرياف ومنهم من استحسنوها وتجاوبوا معها للخروج عن المألوف أحياناً، وجلبت تلك المظاهر أكثر اهتمام الأطفال الذين كانوا يستحسنون عبور الإبل وراحوا يرددون خرافات مفادها أن قلع شعرة من شعر الإبل ووضعها بكرسي المعلم سوف يؤدي إلى غيابه ومن ثمة استفادتهم من عطلة استثنائية، مما أدى إلى تفاعل اغلب الشرائح الاجتماعية مع تلك المظاهر التي أخذت أبعادا ايجابية لدى البعض بغرض تحسين صورتها إلا أننا لا نستطيع أن ننفي انعكاساتها السلبية على المدن الحضرية.