بعد فتور أعقب الموقف من سوريا عودة الدفء إلى العلاقات بين "حماس" و"حزب اللّه" قال محلّلون وخبراء في الشأن الفلسطيني إن العلاقة التي كانت فاترة بين (حزب اللّه) اللّبناني وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الفلسطينية عقب الخلاف الذي ظهر بمواقف الطرفين من الأزمة السورية باتت تعود إلى طبيعتها. يعتقد هؤلاء أن تغير الظروف الإقليمية تدفع الطرفين لإعادة ترتيب العلاقة وتطويرها رغم استمرار التباين حول ما يجري في سوريا، إذ لا تزال حماس مصرة على الوقوف إلى جانب الشعب في ثورته بينما يقف حزب الله إلى جانب النظام هناك. وأكّدت (حماس) في السياق ذاته أن لقاءات عقدت مؤخرا على مستويات متعدّدة رغم أنها لم تفصح عن ما جرى فيها، لكنها قالت إن الحركة ترحّب بكل دعم من إيران و(حزب اللّه) والعرب للقضية والمقاومة الفلسطينية. وقال عضو المكتب السياسي ل (حماس) خليل الحيّة إن الفترة الأخيرة شهدت لقاءات بأشكال متعددة بين قياديي (حماس) و(حزب اللّه)، مؤكدا (أن العلاقة بين الحركة وإيران وحزب اللّه لم تنقطع نهائيا لكنها عانت من الفتور في الفترة الأخيرة). وأوضح الحيّة أن (حماس) لا تناصب أيّ جهة العداء لأن ذلك لا يصبّ في مصلحة المقاومة التي تحتاج إلى الدعم من الشعوب والأنظمة والجهات المختلفة، مشيرا إلى أن (حماس) على مدار تاريخها نسجت علاقاتها مع الكل العربي الرسمي والشعبي حرصا على مصلحة المقاومة والقضية وليس لمصالحها الشخصية. من ناحيته، توقّع أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأمة بغزة عدنان أبو عامر أن تشهد الأيّام المقبلة (عودة العلاقة بين الطرفين إلى ما كانت عليه قبل الأزمة السورية مع تمسك كل طرف بموقفه منها). وقال أبو عامر إن إيران تحرص -كما (حماس)- على إبقاء العلاقة وتطورها بعد الفتور الذي اعتراها، مبيّنا أن (حماس) بعد ما جرى في مصر وخسارتها التي لا تقدّر بثمن باتت معنية بالبحث عن خيارات جديدة للخروج من أزمتها. ووفق أبو عامر فإن (حماس) و(حزب اللّه) ومعهما إيران معنيون جميعا باستعادة قوّة العلاقة وتطويرها أيضا، مستبعدا أن يكون للنّظام السوري القدرة على وقف عودة العلاقة إلى طبيعتها بين (حماس) و(حزب اللّه). بدوره قال مدير مركز أبحاث المستقبل بغزّة إبراهيم المدهون إن علاقة (حماس) و(حزب اللّه) تتحسّن، وهناك مراجعة حقيقية لما مرت به المنطقة من تسونامي التغيير الذي بعثر الأحلاف وأصاب التفاهمات بخلخلة حقيقية. ورغم أن المدهون ذكر أن هذه العلاقة لم تعد كما كانت قبل الأزمة السورية، إلا أنه قال إنها أفضل مما مرت فيه في الأشهر الأخيرة، مؤكّدا أنهما لا يمكنهما الافتراق إن أرادا إكمال مشوارهما في مشروع التحرير. وأوضح المدهون أن (حماس وحزب الّه عليهما الآن أن يكونا أكثر شجاعة بإعلان تفاهمات تعالج الاحتقان وتضع النقاط على الحروف)، بينما على (حزب اللّه) تقديم مبادرات تطمينية (للتقليل من التخوّفات الذي يثيرها البعض ضده).