أصحاب مقاهي الأنترنت يؤكدون تراجع الظاهرة الفايسبوك "يقضي" على المواقع الإباحية ميل كبير لدى الشباب للاهتمام بآخر الأحداث والتطورات لم يعد موقع الفايسبوك الذي يجمع بين الملايين من الأشخاص عبر العالم فقط موقعا للتواصل الاجتماعي بل بات ذات أهداف تربوية تظهر من خلال اقتراحات مشتركيه، فهو بالإضافة إلى تحوله إلى مصدر للأخبار والاهتمام بآخر التطورات والأحداث المحلية والدولية صارت غايته تربوية من خلال تبادل الأفكار والآراء بين متصفحي ذلك الموقع الذي ذاع صيته كثيرا. صار الآلاف من الأشخاص من مختلف الأعمار يحوزون على صفحة عبره ولا يبخلون على توسيع صداقاتهم وطرح آرائهم وانشغالاتهم، حتى بات موقعا اجتماعيا بالدرجة الأولى بالنظر إلى طرحه العديد من النقاشات التي تخص القضايا المحلية والدولية. وأصبح تردد الكثيرين على مقاهي الأنترنت بغرض التواصل مع أصدقائهم عن طريق بريدهم الإلكتروني عبر الفايس بوك، وتراجع الإقبال على العلب البريدية التي كانت تصنع الحدث من ذي قبل وتعلق الكل بموقع الفايس بوك الذي عرفه الصغير قبل الكبير، حتى أن بعض الأغاني الشعبية راحت تشهر بالموقع عبر كلماتها بالنظر إلى انتشاره القوي بين فئات واسعة وانشغالهم بالأحداث والتطورات التي يعرضها على مدار الساعة ويثيرها المهتمون للنقاش وتبادل الآراء على غرار الحرب المندلعة بمصر التي اهتم بها الكل وشكلت المادة الدسمة لأصدقاء الفايسبوك لطرح آرائهم ووجهات نظرهم. واستبشر الكل بتحول اهتمام الجميع إلى موقع الفايسبوك وصرف نظر الكثيرين عن مواقع العنف وكذا المواقع الإباحية التي تساهم في فساد الأخلاق، فحتى فئات المراهقين مالت إلى ذلك الموقع التربوي والإصلاحي إن صح التعبير الذي صار يستقطب الملايين من المشتركين، خصوصا وأن أغلب المنتمين إليه هم من النخبة والطبقات المتعلمة سواء على المستوى المحلي أو الدولي ويساهمون بشكل واسع في التأثير على الراي العام وكذا طرح الانشغالات المتنوعة ومعالجتها بطريقة محكمة. وجمع الموقع بين العديد من الأشخاص بين الصغير والكبير، وبين المتعلم ومحدود المستوى وصار الموقع نقطة تواصل وحدت أفكارهم وأمنياتهم وكذا وجهات نظرهم للأحداث المتعاقبة. وفي زيارة لنا إلى بعض مقاهي الأنترنت وقفنا على اختلاف أعمار الزبائن ووجدنا أطفالا ومراهقين يتصفحون الموقع صفحة بصفحة ويطلعون على آخر الأخبار وتطورات الأوضاع في البلدان العربية التي تعرف حروبا تأثر لها الكل اقتربنا من البعض منهم. نجيب 15 سنة هو واحد من هؤلاء الذي فتح صفحة عبر الفايسبوك منذ حوالي تسعة أشهر، بحيث يتصل بأصدقائه عبر الفايسبوك ويناقش أفكارهم وآراءهم، وعلى الرغم من شغفه بالرياضة إلا أنه يميل إلى الاهتمام ببعض القضايا الاجتماعية المحلية ويقف عند آخر الأحداث والتطورات التي لا يبخل أصدقاء الفايس بوك على إثارتها. شكيب 18 عام هو الآخر يدمن على زيارة الموقع كل يوم وشد اهتمامه، بحيث يطلع على الكثير من المواقف والقضايا بمختلف أنواعها سواء السياسية الرياضية الاجتماعية الثقافية ولا يتأخر على الادلاء برأيه في مختلف القضايا. اقتربنا من العديد من أصحاب مقاهي الأنترنت فرأوا أن أغلب زبائنهم لا يتأخرون عن الاطلاع على موقع الفايس بوك وزيارته مرات عديدة في اليوم وأن ذلك أبعد عنهم الكثير من المشاكل التي كانت محلاتهم تتخبط فيها على غرار اقتحام المواقع الإباحية ونشر الرذيلة ما وضحه سيد علي صاحب مقهى للأنترنت بالعاصمة، إذ قال إن مختلف الشرائح أدمنت على الفايسبوك كموقع لا يعاب بل يتضمن أهدافا تربوية ونبيلة تدعو كلها إلى الاتحاد والتآزر ومناقشة معظم القضايا للخروج بحلول ترضي الجميع، وأضاف أن ذلك الاهتمام الكبير بالموقع أبعد الكثيرين عن المواقع المنافية للآداب وكذا صور الفضح بل صارت اهتماماتهم ظاهرة واستفادوا كثيرا من بعض وجهات النظر السديدة التي ناقشت مختلف القضايا الاجتماعية التي شكلت طابوها على غرار المخدرات، الاختطاف من دون أن ننسى القضايا العربية والحروب المعلنة على بعض الدول الشقيقة حتى صار اللسان المعبر عن آراء الجميع.