وصل عدد مستخدمي الفايس بوك عبر العالم إلى 400 مليون مستخدم بعد مرور 6 أعوام على تأسيسه ودخوله عامه السابع، مؤكدا بذلك تصدره للمركز الأول بين مواقع التواصل الاجتماعي كأول شبكة تواصل في العالم عبر الانترنت. ولم يُستثن الجزائريون من هذه الظاهرة، حيث بدا اهتمامهم بهذا الموقع يلقي بظلاله على طبقات مختلفة من المجتمع خاصة الطلاب منهم رغم ما يشاع عن ارتباطه بمواقع مخابراتية غربية. بدأ موقع الفايس بوك في شحذ شريحة كبيرة من الشباب الجزائري لما يتيحه من فرص هائلة للتواصل وبطرق سهلة وبسيطة، كما يمكنه جمع شمل أكبر عدد ممكن من الأصدقاء ومن مختلف أنحاء العالم في حلقة نقاش يمكن لزر واحد أن يجعلها تكبر أكثر فأكثر، كما يتيح الموقع الفرصة لتشكيل مجموعات مؤيدة لقضية ما أو رافضة لها مثل مجموعة الرافضين للجدار الفولاذي بين غزة ومصر بالإضافة إلى مواقع لمناصرة الفرق الرياضية مثل رابطة مشجعي الفريق الوطني الجزائري وغيرها من المجموعات الأخرى التي تلقى استجابة واسعة من قبل الشباب في الوطن العربي. والجزائر لا تختلف عنهم نتيجة إدمان فئات عريضة من الشباب على الدخول إلى مواقع الانترنت والإبحار فيها لساعات طويلة، مع توفر هذه الخدمات داخل البيوت التي زادت من انتشار مدمني مواقع الفايس بوك، حيث يقوم هؤلاء بحشد عدد كبير من المستخدمين عبر أنحاء العالم من أجل مناصرة آرائهم وتعريف اكبر عدد ممكن من المستخدمين بأفكارهم التي يروجون لها. الجري وراء حرية افتراضية تختلف آراء الشباب في الجزائر حول الفايس بوك، فمنهم من يرى أنه وسيلة اتصال لا أكثر ولا أقل مثله مثل أي موقع للدردشة آخر ومنهم من يعتقد أنه سلاح ذو حدين ففيه يمكنك نسج علاقات مع أشخاص من مختلف الأعمار ومن جنسيات عديدة وتحت أسماء مستعارة أو حقيقية المهم أن الفايس بوك لن يسمح لك بالتواصل إلا عن طريق تسجيل بياناتك، وفي أغلب الأحيان يستعمل المستخدمون أسماء مستعارة لكنهم يقدمون معلومات حقيقة لمن يحاورونهم وفي هذا الخصوص يؤكد أمين طالب جامعي إن الاشتراك في هذه المواقع على الانترنت مثل الفايس بوك هي وسيلة هروب من الواقع، فالكثير من الشباب العربي لا يستطيع مواجهة واقعه المعيش وهو الواقع الصعب الأقل انفتاحا ''عكس ما نراه على الانترنت من حرية تعبير ورأي وبالنسبة لعالمنا العربي والجزائر تحديدا تحولت هذه المواقع إلى متنفسات اصطناعية اجتماعية ونفسية نرى من خلالها قيما خارجة عن إطار واقعنا، وهو ما حول الفايس بوك إلى وسيلة إدمان تماما مثل الدخان والمخدرات ويتحول عالمنا بالنهاية إلى عالم الكتروني كل شيء فيه مزيف، ويحول اتصالنا الإنساني إلى اتصال الكتروني، نبعث هدايا الكترونية وشوكولاطه وورود وحتى نربي أرانب الكترونية. أما صديقه محمد فقد أكد على أهمية موقع الفايس بوك، فقد ساعد في جمع شمل العديد من الأصدقاء لم أرهم منذ مدة طويلة عدد منهم هاجر إلى الدول الأوروبية، أما ''سامية'' موظفة في القطاع الخاص، فقد أكدت بان الفايس بوك هو موقع اجتماعي عالمي مكنها من الالتقاء بأشخاص كان من المستحيل عليها رؤيتهم في الواقع بسبب ظروف معينة من بينهم زملاء سابقون في الدراسة وأقارب وغيرها. أما عما يدور في موقع الفايس بوك، فقد أكدت سامية بان هذا الأخير فضاء جد واسع للتعبير عن آراء معينة والمشاركة في حلقات النقاش بحرية كبيرة قد نفتقدها في حياتنا الواقعية بشكل كبير. الفايس بوك... حروب الكترونية طاحنة استطاع موقع ''الفايس بوك ''أن يكون بوابة حقيقية للتعبير عن رأي الشارع الجزائري، ففي الأحداث الأخيرة التي شهدتها مباريات مصر والجزائر تحول الفايس بوك إلى منبر حقيقي للدفاع عن وجهة نظر كلا الطرفين وحتى الأطراف التي نادت بالتهدئة، فتم استحداث العديد من المجموعات مثل رابطة مشجعي الجزائر وبالمقابل رابطة مشجعي مصر وبينهما رابطة الإخوة المصرية الجزائرية، كل هذه المجموعات فتحت باب التساؤل واسعا كيف لوسيلة اتصال كهذه أن تشحذ كل هذا الدعم والإقبال الجماهيري في فترة قصيرة. كيف تم ذلك ومن هي الجهة التي تقف وراء هذه الأفكار التي حولت الموقع إلى ساحة حرب؟ فقد تحول هذا الموقع العالمي إلى ساحة قتال افتراضية بين الطرفين لم تتوقف رحاها لحد اليوم، حيث تتجدد المناوشات بينهما بين الحين والآخر كأننا في حرب، الفرق بينها وبين الحرب الحقيقية أن الخسائر المعنوية المسجلة فيها كبيرة جدا تفوق الخسائر المادية فكل طرف يكيل الشتائم للطرف الآخر، كما تحولت بعض المجموعات الأخرى لطرح قضايا سياسية بعينها كالمجموعة المناهضة للجدار الفولاذي .