ترجمة: حسن شعيب رُبَّ ضارةٌ نافعة .. هكذا يُمكننا وصف الحركة الشعبية التي تدافع عن حق النساء في ارتداء الحجاب في السويد، حتى كسب تأييد بعض من السياسيين والمشاهير من الحقوقيين والنواب، حيث نشرت المئات من السويديات صور لهن وهن يرتدين الحجاب في مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت. تبدأ الحكاية، عندما تعرضت فتاة مسلمة محجبة حامل لاعتداء قرب العاصمة ستوكهولم بسبب ارتدائها الحجاب الإسلامي، وهو الاعتداء الذي يمكن تصنيفه حسب شهود للحادث أنه جريمة كراهية، مما أثار السخط لدى مجموعة من السياسيات اليساريات وغيرهن من النسوة المعروفات في المجتمع السويدي فقمن بنشر صور لهن وهن يرتدين الحجاب. جديرٌ بالذكر أن جمعيات الدفاع عن حقوق المرأة وجمعية مناهضة العنصرية في السويد قامت بتنظيم ملصقات ولافتات في العاصمة تدعو إلى الانضمام إلى الحملة وتظهر فيها صورة امرأة محجبة، كما ظهرت رئيسة الحزب الاشتراكي الديمقراطي فيورنكا بالم، وزعيمة حزب الخضر آسا رومسون على موقع التواصل الاجتماعي تويتر بصورة وهما يرتديان الحجاب معلنة تضامنها مع الحملة. ووفقا لما قالته فوجان روزبيه، أحد منظمات حملة الدفاع عن الحجاب، (أن عدد جرائم الكراهية التي تعرض لها المسلمات ارتفع بشكل كبير في الآونة الأخيرة)، كما نظم القائمون على الحملة (احتفالية) عبر صفحة على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) انضم إليهم أكثر من عشرة آلاف، لكن الصفحة أزيلت لكثرة التعليقات العنصرية التي كتبت فيها. كما قالت روزبيه (إن منتقدي الحملة أخرجوها عن محتواها الحقيقي)، مشيرة إلى (أننا لا نحاول استصغار تجربة النسوة اللاتي يجبرن على ارتداء الحجاب، بل هي موجهة إلى النسوة اللاتي يرتدينه اختيارا، حيث أن من حقهن ارتداء الحجاب دون أن يتعرضن للاعتداء). كما أضافت روزبيه بأن النسوة المسلمات أصبحن كبش فداء لارتفاع نسبة البطالة في السويد وسواها من البلدان الأوروبية، موضحة (ليس منا من يقول إن هذه المشكلة بدأت مع الحكومة الحالية، ولكنا نقول إن المشكلة ازدادت وتفاقمت لأن الحكومة لم تأخذها مأخذ الجد). وأضافت روزبيه أن ارتفاع أسهم حزب الديمقراطيين السويديين المعادي للمهاجرين، الذي أشارت آخر الاستطلاعات إلى أنه سيفوز بالمركز الثالث في الانتخابات المقبلة، علاوة على الصورة النمطية السلبية التي يروج لها الإعلام، قد حرضت على العنف ضد المحجبات. من جانبها، قالت سارة محمد، التي تدير جمعية خيرية تهتم بضحايا ما يُسمى (جرائم الشرف)، (أؤيد الاحتجاج على الاعتداء الذي تعرضت له المحجبة الحامل، بالتأكيد، عن طريق إلقاء الخطب والتظاهر، ولكن ليس عن طريق ارتداء الحجاب المعروف في أنحاء العالم بوصفه وسيلة لاضطهاد المرأة)، فلم تعد النسوة في إيران والسعودية الوحيدات اللواتي يجبرن على ارتدائه، بل أصبح رمزا للإسلام السياسي في أوروبا أيضا). وأضافت محمد أن السياسيات السويديات اللاتي صورن أنفسهن وهن يرتدين الحجاب هذا الأسبوع قلما يبدين القدر نفسه من الدعم للائي يجاهدن في سبيل عدم ارتدائه ويخاطرن بحياتهن في سبيل ذلك، وزعمت قائلة (إن هذه حملة شعبوية غير عادلة الهدف منها الفوز بأصوات الجالية المسلمة). في هذا الصدد، قال المجلس الوطني السويدي للوقاية من الجريمة إنه جرى الإبلاغ عن 306 جريمة من هذا النوع في العام الماضي مقارنة ب 278 في العام الذي سبقه و272 في عام 2008، كما يقول آيه كارلبوم من جامعة مالمو إن مواقف معظم السويديين من الحجاب تتسم بالايجابية، عكس مواقفهم حيال النقاب. ولا يزال الأمن السويدي يتعقب أثر المهاجم الذي مزق حجاب الضحية، التي كانت حاملاً أثناء الاعتداء، وصدم رأسها في السيارة، وسبها بعبارات عنصرية، بينما أعلنت وزيرة العدل السويدية بياتريس آسك عن اجتماع، مع الناشطات في حملة احتجاج الحجاب، وذلك لبحث أوضاع النساء وما يواجهنه في السويد بسبب ارتدائهن الحجاب.