يخشون تحول الضربة إلى حرب طويلة الأمد الضربة العسكرية لسوريا في نظر محللين أمريكيين يطرح تقرير نشره الموقع الإلكتروني لشبكة سي إن إن الأميركية تساؤلات عدة عن تداعيات الهجمة المتوقعة ضد سوريا، إذ يتساءل البعض عما إذا كانت ستضعف النظام أم تقويه، وعن تداعياتها على إسرائيل وتنظيم القاعدة، فضلا عما ستتركه من أثر على الساحة الأميركية في حال خروج الأمور عن السيطرة. ويقول التقرير إن قطاعا عريضا من الخبراء في شؤون المنطقة يرون أن الهجمة قد تفاقم الأزمة في سوريا وتدخلها في سلسلة من الأزمات الجديدة. ويضيف الخبير العسكري أنتوني كوردسمان أن القضية الرئيسية ليست في نجاعة الضربات بل في بعدها الإستراتيجي. ومع أن الباحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى جيفري وايت يرى أن هجوما محدودا كالذي تحدث عنه الرئيس الأميركي باراك أوباما سيضعف الروح المعنوية بين جنود النظام، ويشجع عمليات الانشقاق، لكن المكاسب التي يفكر فيها الأميركيون قد لا تقتصر على ما يسعى إليه السوريون الثائرون على النظام فحسب. ويطرح معدو التقرير سؤالا عن تداعيات الضربة على مقاتلي تنظيم القاعدة الذين ينشطون في سوريا، إذ يرى المسؤول السابق في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) مايكل روبين أن الضربة المتوقعة ستكون بمثابة (قُبلة) للتنظيم، مضيفا "إذا انتصرت المعارضة فستسيطر القاعدة على السلطة"، وهو تصريح يوحي بأنه ليس من مصلحة واشنطن أن تسمح للمعارضة أصلا بإسقاط النظام. أما الباحثة إيريكا بروغارد فتقول إنه من الصعب على الجيش الأميركي استهداف جبهة النصرة -التابعة للقاعدة- خلال الهجمة، لأن التنظيم لا يمتلك قواعد عسكرية واضحة ومحددة بحيث يسهل ضربها كما هو الحال في الجيش النظامي. من جهة أخرى، يتساءل التقرير عما إذا كانت الهجمة ستضعف نظام بشار الأسد، ويقول بعض المحللين إن الضربة المحدودة التي تحدث عنها أوباما لن تسقط الأسد بل قد تزيد من خطره، ويشرح المحلل في معهد دراسة الحرب كريستوفر هارمر هذه الرؤية بقوله إن العمليات التجميلية قد تكون أسوأ من ألا تقوم بأي شيء على الإطلاق. لكن محللين آخرين يرون أن عدم تنفيذ الهجمة سيشجع الأسد على الاستمرار في شن هجمات كيميائية سريعة وضخمة، كما يرى المسؤول في مجلس العلاقات الخارجية إد حسين أن تدمير قوات النظام الجوية ومنشآته العسكرية سيجبره على التفكير مطولا قبل إقدامه على الخيارات المتطرفة لقمع الثوار، ويضيف أن المعركة في سوريا الآن باتت معركة حتى الموت لكلا الجانبين. وفي سياق آخر، يطرح التقرير سؤالا عن تداعيات الضربة على إسرائيل، ويقول المحللون إنه من غير المحتمل أن يهاجم النظام أهدافا أميركية لعدم امتلاكه القدرة العسكرية الكافية لذلك، مما يعني أن استهداف إسرائيل سيكون أكثر سهولة. ويخشى المحللون من أن يتجرأ النظام في ساعة يأس على استخدام السلاح الكيميائي ضد الإسرائيليين، ويقول الباحث بنيامين فريدمان إن الأسد لم تطرف له عين عندما قصف السوريين بالغاز السام وهم نائمون فما الذي سيمنعه من قتل الأتراك والأردنيين واللبنانيين أيضا بالطريقة نفسها؟ بحسب قوله. وبينما يشير التقرير إلى أن الإسرائيليين قد استبقوا هذه السيناريوهات بتوزيع الأقنعة الواقية في الكثير من المدن خلال الأيام الماضية، غير أنه يطرح إمكانية تدخل حزب الله بقصف إسرائيل على غرار ما حدث عام 2006، وهو ما قد يجر الولاياتالمتحدة إلى صراع أكبر مما كان متوقعا. ومن جانبه، يتوقع الباحث فراس أبي علي أن يمتد الخطر إلى أهداف غربية في كافة أنحاء العالم في حال اتخاذ حزب الله وإيران قرارا بالانتقام، كما يحذر من اندلاع موجة تفجيرات إرهابية وأعمال احتجاج ضد الغرب. ويذهب البعض إلى ما هو أبعد من ذلك، حيث يطرح سؤالا عما إذا كانت سوريا ستصبح "حرب أوباما" على غرار حرب العراق التي أصبحت صفة لصيقة بالرئيس السابق جورج دبليو بوش، ويسرد بعض المحللين سيناريوهات متشائمة عن محرقة للجنود الأميركيين في الأراضي السورية على المدى البعيد. ويميل البعض إلى تشجيع المجتمع الدولي لتقديم دعم إضافي للفصائل "المعتدلة" في المعارضة السورية المسلحة، في حين يبقى السؤال قائما عن الجهة التي ستحظى بالقبول الغربي من الطائفة السنية ليتم دعمها في الوصول إلى السلطة، حيث يسود الاعتقاد في معظم التحليلات الغربية بأن الأزمة السورية ليست ثورة شعب ضد نظام مستبد، بل "حربا أهلية" بين طائفتين من الشعب.