أكّد عبد الباسط سيدا عضو المجلس الوطني السوري المعارض، في تصريحات إعلامية، أن توجيه ضربة مفصلية لنظام بشار الأسد سيخدم المعارضة وسيمهد لها التقدم على الأرض، بينما رجّح معارضون أن العمل العسكري ضدّ سوريا سيكون بين الثلاثاء والجمعة من هذا الأسبوع. وقال عبد الباسط سيدا، في تصريح لراديو »سوا« الأمريكي، أمس، إنّ حجم الضربة العسكرية ستحدد طبيعة المعالجة لهذه الأزمة، فإذا كانت ضربة تخديرية في إطار إرضاء الرأي العام الأوروبي، فهذا معناه عدم معالجة الأمور كما ينبغي، لكن إذا كانت هذه الضربة ضمن إطار إستراتيجية عامة فإن ذلك سيخدم العملية بصورة كاملة، يضيف سيدا. يأتي هذا تزامنا مع تأكيد مصادر أمنية سورية فى وقت سابق اليوم أن دمشق تتوقع الضربة العسكرية ضدها في أي لحظة ومستعدة للرد. في ذات السياق، كشفت تقارير إعلامية مصرية أمس استنادا إلى مصادر بالمعارضة السورية، تفاصيل الأفكار المطروحة لتعامل قوات المعارضة مع الضربة الأمريكية المتوقعة للنظام السوري والتحركات الميدانية الحالية للقوات النظامية لإخلاء بعض المواقع العسكرية?? ونقل الذخائر إلي أماكن جديدة. وقالت المعارضة السورية بهية مارديني مدير مكتب تيار التغيير الوطني في لندن، في تصريح لصحيفة »الأهرام« المصرية، إن السيناريو الذي تم طرحه بقوة في الاجتماع المهم لقيادات الأركان العسكرية لعدة دول في الأردن هو تقدم قوات الجيش الحر لدخول مواقع القوات النظامية بالتزامن مع بدء الضربة وذلك في إطار عمليات التدريب التي تلقتها مجموعات من الجيش الحر علي يد غربيين في الأردن. وحول التوقيت المتوقع للضربة الأمريكية قالت مارديني إن معلوماتها أشارت إلي أن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ابلغ رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا خلال اجتماعها في قصر الاليزيه قبل يومين أن هناك »أخبارا سارة جدا« وتوقعت أن يكون ذلك هو قرار اقتراب بدء الهجوم. بدوره رجّح معتز شقلب عضو المجلس الوطني السوري المعارض أن تكون الضربة العسكرية بين يومي الثلاثاء والجمعة المقبلين بعد مناقشة تقرير لجنة المحققين التابعة للأمم المتحدة حول استخدام الأسلحة الكيماوية والتي يتوقع أن تشير إلي أن النظام استخدم السلاح الكيماوي. وأرجع شقلب مسألة تأخير الضربة انتظارا لتقرير اللجنة، إلي الرفض المفاجئ لمجلس العموم البريطاني مشاركة لندن في العملية العسكرية، وحول التحركات الميدانية في الداخل خلال المرحلة الحالية، قال شقلب إنه تم رصد دخول 44 آلية عسكرية إلي مقر كلية الشؤون الفنية في حي الوعر بحمص بهدف الإخلاء، حيث تم نقل كمية كبيرة من الذخيرة إلي مكان مجهول كما تم إجلاء ما يزيد علي600 جندي من القوات من المباني العسكرية وجري توطينهم داخل مباني المدينة الجامعية علي طريق الشام. وأضاف أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام يقوم هو الآخر بنقل مواقعه إلي أماكن جديدة وتفريق عناصره بينها,وفي بيروت شوهد عدد كبير من الشبيحة الموالين للنظام غادروا سوريا بسياراتهم الفاخرة واستقروا في فنادق قريبة من العاصمة اللبنانية. أوباما متخوّف على أمن الأردن وإسرائيل بعد استخدام الكيماوي بسوريا جدير بالذكر أنّ الرئيس الأمريكي باراك أوباما اعتبر أن الهجوم بأسلحة كيميائية في سوريا يهدّد أمن كل من إسرائيل وتركيا والأردن، مضيفاً أنه في الوقت الحالي يدرس ردا محدودا على ذلك، وأن أي عمل عسكري سيقوم به ضد النظام في دمشق سيكون محدود النطاق والفترة وبدون تدخل بري أو نشر للقوات الأمريكية. وقال وزير الخارجية الأميركية، جون كيري، إن الولاياتالمتحدة الأميركية تعلم من أين أطلقت الصواريخ المحملة بالكيماوي وفي أي توقيت أطلقت، وأضاف أن هناك أدلة دامغة على تورط نظام الأسد في هجمات الكيماوي، مؤكّدا أن الإدارة الأميركية اطلعت على تقارير من 11 موقعاً في ريف دمشق عن ضحايا الكيماوي، وكانت هناك إشارات واضحة على استخدام السلاح الكيماوي في ريف دمشق، متّهما الأسد بامتلاك أكبر ترسانة كيماوية في الشرق الأوسط.