في ظل وصف خبراء لها بالمهمة الصعبة تفكيك "الكيميائي" السوري قد يستغرق سنوات حذر مسؤولون وخبراء أمريكيون من أن أي اتفاق مع سوريا لتسليم أسلحتها الكيميائية وسط فوضى الحرب الدائرة على الأرض السورية، سيكون مهمة يصعب على المفتشين تنفيذها. وأكدوا أن تدمير هذه الترسانة قد يستغرق سنوات. وقد قدمت روسيا مقترحا بوضع دمشق ترسانتها من الأسلحة الكيميائية تحت المراقبة الدولية تمهيدا لتدميرها بأيدي خبراء دوليين، لإنقاذ دمشق من ضربة عسكرية كانت تخطط لها واشنطن. ولاقى المقترح الروسي ترحيبا من عدة أطراف منها دمشق نفسها، تماما مثل أوباما الذي قال إن المقترح الروسي يمثل مخرجا محتملا، لكن "يجب التعامل معه بتشكك"، كما رحبت به لاحقا، الصين وإيران، وفرنسا ببعض التحفظ، إضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. ولم توقع سوريا على معاهدة عالمية تحظر تخزين الأسلحة الكيميائية، ويعتقد أن لديها مخزونا كبيرا من غاز السارين وغاز الخردل وغاز الأعصاب فياكس. لكن الاستخدام الفعلي للأسلحة الكيميائية محظور بموجب معاهدة 1925 التي وقعت عليها دمشق. وفي حال تم الاتفاق على نزع الأسلحة الكيميائية في سوريا، التي يعتقد أنها موزعة في عشرات الأماكن، فإن عملية نزعها ستكون مسألة صعبة، مثلما سيكون من الصعب حماية مفتشي الأسلحة من أعمال العنف. وقال مسؤول أمريكي، طلب عدم نشر اسمه "فكرة نزع السلاح الكيميائي جيدة لكن يصعب تحقيقها". وأضاف المسؤول "أنت في خضم حرب أهلية وحشية، حيث النظام السوري يقوم بذبح شعبه. هل يعتقد أحد أنهم سيتوقفون فجأة عن القتل، للسماح للمفتشين بتأمين وتدمير كل الأسلحة الكيميائية". وقالت خبيرة الأسلحة النووية والبيولوجية والكيميائية بمركز جيمس مارتن لدراسات حظر الانتشار في واشنطن، إيمي سميثسون "إن نقص البيانات المؤكدة عن مخزون الأسلحة الكيميائية لدى سوريا سيعقد مسألة التحقق". وطبقا للمركز الأمريكي للدراسات الإستراتيجية والدولية يشرف المركز السوري للأبحاث والدراسات العلمية على منشآت الأسلحة الكيميائية في الضمير وخان أبو الشامات. وأبلغ اللواء مصطفى الشيخ -الضابط المنشق على الجيش السوري- رويترز هذا الصيف أن معظم الأسلحة الكيميائية نقلت إلى مناطق الطائفة العلوية في اللاذقية بالقرب من الساحل، وقال إن بعض الأسلحة الكيميائية بقيت في قواعد في أنحاء دمشق. ولاحظت الولاياتالمتحدة تحريك سوريا لمواقع أسلحتها الكيميائية منذ العام الماضي. وأبلغ رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، الجنرال مارتن ديمبسي، الكونغرس الأسبوع الماضي أنه "يعتقد أن قوات بشار الأسد تفعل ذلك للحفاظ على تلك الأسلحة في أماكن آمنة". ويقر مسؤولون أمريكيون في تصريحات غير رسمية، بأن هذه التحركات تعقد مهمة التعرف على مواقع الأسلحة الكيميائية. وقال مسؤول أمريكي آخر، طلب عدم نشر اسمه "بينما يسيطر الأسد على مخزونات الأسلحة الكيميائية يجري نقلها من مكان لآخر باستمرار". وأضاف "تأمين وتغيير مواقع هذه الأسلحة وسط موقف ضبابي على الأرض مع قتال قوات المعارضة يمكن أن يشكل تحديا". ويرى خبراء أن تحديد مواقع الأسلحة الكيميائية وتأمينها قد يستغرق شهورا، وأن تدميرها سيستغرق سنوات، وأن هناك دوما إمكانية لبقاء بعضها". وقال جوزيف سرينسيوني بمؤسسة بلاوشيرز فند -التي تعارض انتشار الأسلحة النووية والبيولوجية والكيميائية- "سيكون لديك دائما مشكلة إخفاء قنبلة". وأضاف وهو يشير إلى جهود في الماضي للتأكد من المخزونات مقارنة مع سجلات الإنتاج "من الممكن أن يحتفظ النظام ببعض الأسلحة التي لن تعرف عنها شيئا، لكن هناك وسائل للتعامل مع هذا الأمر".