معارك عنيفة على الحدود السورية اللبنانية أفادت صحيفة صنداي تلغراف، أمس الأحد، بأن قادة عسكريين أميركيين وبريطانيين وضعوا خططاً للاستيلاء على أسلحة سوريا الكيماوية أو تدميرها إذا انزلقت تلك الدولة إلى مزيد من الفوضى. وذكرت الصحيفة أن كلا من الولاياتالمتحدة وبريطانيا تخشى وقوع الأسلحة الكيماوية وغاز الأعصاب التي تمتلكها القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد في أيدي "إرهابيين" إذا انهارت الحكومة تماماً. وعقد كبار المسؤولين في البلدين مباحثات لوضع خطط طوارئ للحؤول دون استيلاء "إرهابيين" على أسلحة كيماوية أو بيولوجية أو نووية، وهو الأمر الذي يُخشى حدوثه أيضاً إذا ما انهار نظام الحكم في باكستان أو كوريا الشمالية. وطبقا لمصدر بريطاني كبير -لم تحدد الصحيفة هويته- فإن إيران هي الأخرى مثار قلق كبير للحكومات الغربية لنزوعها نحو تطوير أسلحة نووية. وتعتقد المخابرات البريطانية أن سوريا كدست ترسانة هائلة من أسلحة الدمار الشامل بما فيها غاز الأعصاب من نوع سارين وهو أحد أشد أنواع الأسلحة فتكاً التي تم تطويرها حتى الآن وأسلحة كيماوية مثل غاز الخردل. وتقول صنداي تلغراف إن تلك الأسلحة لم تستخدم حتى الآن وهي حاليا تحت حراسة قوات الأمن السورية. وبحسب مصادر استخبارية، فإن هناك جماعات إسلامية متشددة تنشط داخل سوريا وتقاتل ضد الحكومة وهي في وضع يمكنها تماما من الإغارة على مستودعات أسلحة الدمار الشامل. وقالت مصادر إن الخيار الأرجح لمنع وقوع أسلحة الدمار الشامل في أيدي "متطرفين" يكمن في تدمير مخزونات الأسلحة تلك بسلسلة من الضربات الجوية. أما الخيارات البديلة، فتشمل الاستعانة بقوات خاصة وجنود مدربين على فنون الحرب الكيماوية من أجل تأمين مواقع أسلحة الدمار الشامل في سوريا إذا ما انهارت الحكومة في نهاية المطاف. وكشفت الصحيفة أن وحدة تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني يُطلق عليها اسم "جناح الإشعاعات الكيماوية والبيولوجية والنووية" تم إخطارها بالاستعداد للعمل جنباً إلى جنب مع القوة الجوية الخاصة لتأمين مواقع أسلحة الدمار الشامل في سوريا بمجرد إشعارها بذلك. وقد بدأت قوة مقرها الولاياتالمتحدة، وتُعرف باسم مجموعة العمل الإستراتيجي، التدريب على كيفية حماية مخزونات أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط ومنطقة المحيط الهادئ في حال حدوث طارئ على نطاق دولي. وتتألف تلك المجموعة من عسكريين من قوات الجيش والمارينز والبحرية الأميركية وضباط ومسؤولين حكوميين بريطانيين وأستراليين. وكانت الليلة قبل الماضية قد شهدت اندلاع معارك عنيفة الليلة عند الحدود اللبنانية السورية، بين الجيش النظامي السوري من جهة، ومسلحين من جهة ثانية، بعد ساعات قليلة على مقتل لبناني بوادي خالد بنيران مصدرها الجانب السوري، وفق ما أفاد مصدر أمني لبناني. واستخدمت المدفعية وقذائف الهاون والأسلحة الرشاشة في هذه المواجهات التي دارت بين الجيش السوري في بلدة المشيرفة ومسلحين في منطقة البقيعة اللبنانية. ولم يتحدث المصدر الأمني عن أي إصابات، مشيرا إلى أنه لم يكن باستطاعته تأكيد ما إذا كان المسلحون لبنانيين أم سوريين معارضين للنظام في دمشق، ولكن مسؤولا محليا لبنانيا أكد لوكالة الأنباء الفرنسية أن من بين المسلحين أفرادا من عشيرة اللبناني القتيل. واندلعت أعمال العنف هذه بعد ساعات قليلة على مقتل لبناني بنيران مصدرها الجانب السوري، لدى وجوده على مقربة من وادي خالد الذي يفصل بين البلدين، حسب المصدر.