يتصوّر كثير من الجزائريين أن منتخب بوركينا فاسو سيكون لقمة سائغة أو (خبزة) بالتعبير الدارج ولن يجد (الخضر) صعوبة في (عبوره) نحو كأس العالم 2014، والواقع يشير إلى عكس ذلك والنتائج الأخيرة تبيّن صعوبة مأمورية منتخبنا الوطني أمامه. فبعد بداية صعبة جدّا له في مشوار تصفيات المجموعة الخامسة لإقصائيات مونديال البرازيل بتلقّيه لانهزامين، منهما واحد على البساط الأخضر أمام منتخب الكونغو، سجّل منتخب بوركينا فاسو عودة قوية بتحقيقه لأربعة انتصارات متتالية مكّنته من اقتطاع تأشيرة التإهّل إلى مبارة الفصل بكلّ جدارة. وبعد تعثّره في قواعده في خرجته الأولى ضمن التصفيات أمام منتخب الكونغو (0-0) وخسارته فيما بعد للنقطة الوحيدة التي خرج بها من هذه المقابلة بعد الاحترازات المقدّمة من طرف المنافس، سجّل منتخب بوركينا فاسو انهزاما ثانيا أمام الغابون ب (1-0) لحساب مقابلات الجولة الثانية. ووضعت هذه البداية المخيّبة أبناء المدرّب البلجيكي بول بوت تحت ضغوطات كبيرة قبل أن يتمكّنوا من استعادة الثقة في قدراتهم بفضل المشوار المشرّف الذي قطعوه في نهائيات كأس إفريقيا الأخيرة في جنوب إفريقيا (2013)، والتي قلب فيها رفاق المهاجم جوناثان بيترويبا كلّ الحسابات من خلال تأهّلهم إلى المقابلة النّهائية للعرس الإفريقي. بعد إنهائه للمنافسة القارّية في موقع نائب بطل إفريقيا بعد انهزامه في المقابلة النّهائية أمام نيجيريا ب (1-0)، عاد المنتخب البوركينابي إلى مشوار التصفيات بمعنويات عالية وتمكّن من تحقيق نتائج ممتازة. وقد تحقّق تكهّن المدرّب البوركينابي الذي صرّح لوسائل الإعلام عقب انتهاء المنافسة القارّية بأن الموقع الجديد لفريقه على الساحة الإفريقية سيكون (حافزا كبيرا) لمجموعته من أجل بعث مشوارها في تصفيات كأس العالم 2014م. وبالفعل أبان المنتخب البوركينابي عن وجهه الجديد خلال مقابلة الجولة الثالثة التي تفوّق فيها على منتخب النيجر بنتيجة عريضة (4-0) قبل أن يسجّل انتصارا ثانيا على نفس الفريق بنتيجة (0-1) في مقابلة العودة. وبعد هذا جاء الدور على المنتخب الكونغولي ليدفع ثمن استفاقة المنتخب البوركينابي الذي فاز عليه في قواعده بنتيجة (0-1) قبل أن يكرّر ذات الإنجاز في مقابلة العودة ب (1-0)، ليختتم بذلك (الخيول) مشوار التصفيات في المركز الأوّل. ويشكّل خطّ دفاع أشبال بوت نقطة قوة الفريق بدليل عدم تلقّيه سوى لهدف واحد دون الأخذ بعين الاعتبار الهزيمة أمام الغابون على البساط ب (3-0). وبالمقابل، لم يبد خطّ هجوم بوركينا فاسو قوة كبيرة في الدور الثاني بتسجيله لثمانية أهداف بمعدل تهديفي ضعيف، قياسا ل (الخضر)، أصحاب ثاني أقوى هجوم.