انتهى صداع القرعة المؤهلة لكأس العالم 2014 برفع اسم بوركينا فاسو ليكون خصما للجزائر في اللقاء الفاصل الذي سيقام ذهابا وإيابا بين أكتوبر ونوفمبر القادمين، صداع امتد لفترة طويلة ومنذ إعلان الكاف عن نظام المنافسة، حيث كثرت التوقعات ومعها التمنيات بتجنب فرق ومواجهة فرق ليكون المنتخب البوريكنابي خصم المنتخب الوطني وهو الخصم الذي أبدت كل الأطراف رضاها عنه، الأحصنة البوركينابية ليست فريقا سهلا كما يظن البعض لكنه في المقابل ليس البعبع الذي يمكن أن يخيف أشبال حاليلوزيتش. الفيفا تقصف بوركينا وتعاقبها على البساط ضد الكونغو بداية بوركينا فاسو في التصفيات التأهيلية لمونديال البرازيل القادم لم تكن توحي تماما بأنه قادر على ذلك بعد أن استقبل في أولى لقاءات مجموعته منتخب الكونغو المنافس المباشر على التأشيرة، اللقاء انتهى بالتعادل السلبي بدون أهداف وهي نتيجة لم ترض أي أحد في محيط المنتخب قبل أن يأتي قرار الفيفا فيما بعد بخسارة بوركينا فاسو بثلاثية نظيفة على خلفية إشراك لاعب معاقب وهي العقوبة التي أطاحت بآمالهم كثيرا . خسارة أخرى في الغابون والكل بدأ يتكلم عن الإقصاء المبكر لم يستيقظ بول بوت وأشباله من كابوس العقوبة حتى قسمت ظهرهم نتيجة مخيبة أخرى، حيث خسر البوركينابيون ثاني لقاءاتهم ضد المنتخب الغابوني بهدف من دون رد مقابل فوز الكونغو على النيجر وهو ما يعني أن الفارق أصبح ست نقاط كاملة، ست نقاط كانت من الصعب تداركها خاصة في التصفيات الإفريقية وهو ما جعل الكل يتكلم عن الإقصاء المبكر سيما إذا تعثر المنتخب في أي لقاء من اللقاءات الأربعة المتبقية . عودة قوية بأربعة انتصارات من أربعة لقاءات رأي النقاد في مصير بوركينا فاسو واقترابه من الإقصاء لم يكن نفس رأي المدرب ولاعبيه، فبعد الخسارتين المريرتين واجه فريق بوكينا فاسو خصمه النيجيري وفاز عليه برباعية كاملة وهي النتيجة التي أعادت الثقة للمجموعة، حيث تعززت بفوز ثاني على التوالي ضد نفس المنتخب في لقاء الإياب بهدف وحيد من دون رد، مصير بوركينا توقف بعد ذلك على مواجهتي الغابون والكونغو، حيث كان يلزمه الفوز في اللقاءين رغم صعوبتهما وبالفعل تحققت المعجزة وفازت بوركينا على الغابون وعلى الكونغو في أرضها . كان مقصى والنيجر أهدته التأهل في آخر لقاء فارق النقاط الست الذي تخلفت به بوركينا فاسو في أول لقاءين صعب كثيرا من مهمتها، حيث كان يلزمها الفوز في أربعة لقاءات وانتظار تعثر المنافسين، المنتخب البوركينابي دخل اللقاء الأخير وفي حوزته تسع نقاط مقابل عشر نقاط للكونغو، حيث كان يلزمه الفوز مقابل تعثر الكونغوليين فوز بوركينا كان في المتناول بما أنه كان ضد الغابون لكن مصيرها كان معلقا بأرجل النيجيرين الذين تعادلوا ضد الكونغو ومنحوا التأهل للأحصنة. لديه مجموعة قوية جدا وأسماء شابة تأهل بوركينا فاسو للدور المقبل من التصفيات المونديالية كان صعبا لكنه لم يكن صدفة وهذا لسبب قوي جدا وهو المجموعة الرائعة من اللاعبين والمدرب المحنك بول بوت الذي عرف كيف يؤطرها، بوركينا فاسو يتوفر على مجموعة لاعبين لم يتوفر عليهم منذ زمن كبير، لاعبين يتمتعون بإمكانيات كبيرة جدا يحترفون في أقوى الأندية خاصة الفرنسية على سبيل المثال لا الحضر بيترويبا في ران، باكاري كوني في ليون، ألان تراوري في لوريون، كابوري قائد الفريق في مرسيليا، بانسي لاعب أوغسبورغ وغيرهم الكثير . نقاط قوته تتوزع بين كل الخطوط وليس في خط أو لاعب مجموعة بوركينا فاسو التي حقق بها هذه النتائج تعتبر متوازنة جدا ولا نجد هناك بها تفوق خط على خط، بل نقطة قوة الفريق في تكامل خطوطه بداية من خط الدفاع الذي يقوده باكاري كوني مدافع ليون وكابوري مدافع مرسيليا مرورا بوسط الميدان الذي يضم كل من بيترويبا ودجاكاريديا وصولا لخط الهجوم الذي يضم موموني داغانو، بانسي وغيرهم، المنتخب البوركينابي لا يضم أسماء كبيرة كثيرة لكن وجود هذه الأسماء متنوع بين جميع الخطوط والمراكز، يذكر أن المنتخب الحالي يضم أسماء في دوريات ضعيفة بداية بالدوري المحلي وانتهاء بدوريات مولدافيا، جورجيا، القسم الثاني البلجيكي وغيرها . حصيلته في التصفيات متوسطة بين الدفاع والهجوم حصيلة أشبال بول بوت في التصفيات المونديالية عكست تماما طريقة التأهل، حيث كانت الحصيلة متوسطة إلى أقل من متوسطة بين الدفاع والهجوم، فرغم فوزهم برباعية في لقاء النيجر، إلا أن رفقاء بانسي لم يسجلوا إلا سبعة أهداف في المركز الأخير وأضعف هجوم في التصفيات على العموم، خط الدفاع كان أكثر قوة من الهجوم، حيث لم يتلق البوركينابيون إلا أربعة أهداف فقط ما جعلهم يحتلون المركز الرابع بين دفاعات الفرق المتأهلة . نائب بطل إفريقيا ولم يسبق له التأهل للمونديال بعيدا عن الأرقام والتحاليل ونتائج الفريق في التصفيات الحالية نشير إلى تواجد أمور معنوية محفزة أكثر بكثير من الأمور المتعلق بالأرقام، حيث تمكن رفقاء داغانو من الوصول إلى نهائي كأس إفريقيا الماضية ما يعني أنهم فريق قوي لا يستهان به كما أنهم يتواجدون في مرحلة متقدمة جدا في تصفيات كأس العالم ، ربما لن يتواجدوا فيها مستقبلا، بول بوت ولاعبو المنتخب البوركينابي على بعد لقاءين من المونديال وهو عامل يمكن أن يحفز أي فريق مهما كان ضعيفا وعلى حاليلوزيتش الحذر كثيرا وعدم الاستهانة بهذا الفريق الشغوف لبلوغ أول مونديال في تاريخه. .