جدد سكان حي الكاريار ببلدية الدويرة مطالبهم للسلطات المحلية، بتحسين الوضعية المعيشية التي يتخبطون فيها جراء الحالة المزرية التي تلازمهم منذ أزيد 18 سنة بسبب تدهور ظروفهم دون أن تلقى شكاويهم أي التفاتة من السلطات المحلية. يعاني السكان من الأعطاب التي لحقت بقنوات صرف المياه والتي انجر عنها تدفق المياه القذرة وسط الحي فضلا عن الانتشار الواسع للنفايات والأوساخ المتراكمة التي شكلت ديكورا في معظم أرجاء الحي والتي أعطت المحيط لمسة مخزية فضلا عن الروائح الكريهة المنبعثة نتيجة تعفنها. ومن أجل وضع حد نهائي لمعاناتهم ومشاكلهم اليومية، رفع قاطنو الحي عدة شكاوي ومراسلات للسلطات الوصية للنظر في إشغالاتهم والعمل على إنهاء جملة مشاكلهم المتراكمة في أقرب الآجال من أجل الحد من تفاقم الوضع، الذي من شأنه أن يتسبب في انتشار الأمراض والأوبئة وسط السكان لاسيما الأطفال والرضع إلا إن لا حياة لمن تنادي. وفي السياق ذاته أعرب بعض المواطنين من خلال اتصالهم ب (أخبار اليوم) أنهم سئموا من تلك الوضعية المماثلة مؤكدين أنه بالرغم من أنهم قاموا بتقديم شكاويهم في العديد من المناسبات إلى السلطات البلدية من أجل النظر في مشاكلهم، إلا أنه لم يتلقوا أي اهتمام أو رد شاف بشأن رفع الغبن عنهم والحد من معاناتهم اليومية التي طالما لازمتهم لسنوات. وفي حديثنا مع السكان كشفوا لنا أن الحي يعاني من انسداد في قنوات الصرف الصحي وهذا ما انجر عنه تدفق المياه القذرة وتجمعها أمام التجمعات السكنية، والذي جعل الروائح الكريهة تنتشر في المكان وهذا ما تسبب في تذمر وغضب هؤلاء المواطنين، وعن تلك النفايات أضاف السكان أن تماطل السلطات البلدية في قيامها برفع النفايات يوميا أدى إلى تراكم الأوساخ والقاذورات التي أصبحت تغطي جزءا من مساحة الحي، والتي شكلت مفرغة عمومية، وبهذا الشأن أبدى السكان تذمرهم من هذه المفرغة خصوصا أنها تقابل شرفات ونوافذ الحي. كما اشتكى المواطنون أيضا من تدهور المسالك الرابطة بين الحي والأحياء المجاورة وحتى المسالك الداخلية للحي التي تتواجد في حالة كارثية بسبب عدم تزفيتها، هذا ما يجعلها تتحول إلى مستنقعات مائية بحلول كل فصل شتاء الذي يعد هاجس السكان وارقهم ، كما أن الحي يتحول إلى ورشة غبار يستنشقه السكان صيفا، وهذا ما تسبب في تذمر السكان واستيائهم من هذه الحالة خصوصا ولم تنته المشاكل عند هذا الحد بل يضاف إليها مشكل غياب الإنارة العمومية، حيث أكد لنا السكان أن غياب الإنارة العمومية خلق لهم العديد من المشاكل خصوصا تلك المتعلقة بتعرضهم للاعتداءات التي تعرف طريقها إليهم بكثرة في الفترات الليلية. وهذا ما يجبرهم على المكوث في بيوتهم والدخول إليها مع بداية حلول الليل بسبب خوفهم من تعرضهم للاعتداءات، وهذا الإشكال منعهم من المشي بحرية في حيهم ليلا وقضاء احتياجاتهم، إضافة إلى اضطرارهم لمرافقة أولادهم في الصباح إلى المدارس خوفا عنهم من شباب الغرباء عن الحي. وإلى جانب كل هذه المعاناة اشتكى السكان أيضا غياب شبكة الغاز الطبيعي، وهذا ما يجبرهم عن الخروج للبحث عن قارورات غاز البوتان، بعد معاناة طويلة في الطريق وحملها. وسط هذه الأوضاع المأساوية والمعاناة التي يعيشها سكان حي الكاريار منذ عقود، جددوا نداء استغاثة إلى السلطات المحلية للنظر في انشغالاتهم التي طال أمدها من خلال عملهم على تجسيد بعض المشاريع التنموية التي من شأنها أن ترد الاعتبار للحي، وتساهم في تحسين مستوى معيشة السكان.