(الشوق الى مكة) عنوان أول معرض فني يقام في هولندا يخص مدينة مكة ويعرض مناسك الحج، تم افتتاح المعرض هذا الأسبوع في المتحف الوطني (للإثنولوجيا) في مدينة ليدن وقد تم إعداده بالتعاون مع المتحف البريطاني، كما تساهم في المعرض الذي يستمر حتى شهر مارس المقبل جامعة مدينة ليدن التي تحتفل هذه السنة بمرور 400 عام على تأسيس كرسي اللغة العربية فيها. والمعرض هو الحدث الثقافي الإسلامي الأكبر الذي تشهده هولندا ويضم أكثر من 250 عملا فنيا بعضها يعود تاريخه للقرن العاشر الميلادي، والغريب أن يعتمد المعرض على مجموعة كبيرة من الأعمال الفنية الإسلامية المملوكة للتاجر اليهودي الإيراني الأصل ناصر خليلي الذي قدم 80 عملا فنيا مكرسة لعرض مشاعر فريضة الحج، ومدينة مكةالمكرمة. وتعد مجموعة لوحات سجاد الخليلي، هي الأغنى عالميا بالنسبة إلى الأعمال الفنية ذات الصلة بالحج وتلي مجموعة متحف قصر توب كابي (الباب العالي) في اسطنبول، الذي يضم أكبر مجموعة من قطع المنسوجات الفنية والمعلقات الفنية المتعلقة بمكةالمكرمةوالمدينةالمنورة في العالم. وتضم معروضات معرض (الشوق إلى مكة) مجموعة فنية مصنوعة من الحرير ومطرزة مثل المنسوجات الغنية بالفضة والأسلاك مطلية بالذهب والفضة، وغالبا تعُرض مع آيات من القرآن الكريم ومن بينها ستارة مطرزة من الحرير الأسود تخص الباب الخارجي للكعبة، مطرز عليها اسم السلطان العثماني أحمد الأول؛ وتم صناعتها في القاهرة في 1015 هجريا (1606 ميلاديا). كذلك، يضم المعرض كيسا لمفتاح الكعبة مصنوعا من الحرير الأخضر الزيتوني المطرز بالحرير الأحمر ويرجع تاريخه لعام 1327 هجريا (1910 م)، الذي كلف بصنعه السلطان محمد الخامس وأرسله لمكه عباس حلمي باشا، خديوي مصر كذلك هناك كسوة الحرم المكي، التي صنعت بتكليف من الملك فاروق وصنعت في القاهرة في 1365 ه (1946 م) من الحرير ومطرزة بأسلاك الفضة والفضة المذهبة. كما يضم المعرض مجموعة نادرة من اللوحات الفنية ، منظر بانورامي لمكةالمكرمة، يرجع تاريخها لعام 1845، وهي لوحة مائية قام برسمها محمد عبد الله، وهو رسام خرائط هندي شهير بتكليف من شريف مكة لتصوير المعالم المقدسة. وترى أمينة المتحف (لويت مولس)، أن الوقت قد حان لتخصيص معرض لهذا الحدث الديني الأكبر في العالم، والذي يشارك فيه ملايين الحجاج كل عام، مشيرة إلى أن هناك قرابة المليون مسلم يعيشون في هولندا، بينما معظم الهولنديين لا يعرفون سوى القليل جدا عن الإسلام. وتقول (لويت مولس) إن هناك الكثير من الهولنديين والأوربيين من غير المسلمين الذين يتشوقون لرؤية مكة، فلا يحق لهم دخول هذه المدينة المقدسة لدى المسلمين، الأمر الذي يجعل من مكة ومنذ عدة قرون مكانا ينظر إليه الغربيون بفتنه ورغبة في زيارته وهو يوفره معرض ليدن الذي يسمح لزواره بالتعرف على مكة ومتابعة شعائر الحج، عبر اللوحات والقطع الفنية المعروضة بين جدرانه وشاشات الفيديو التي تمتلئ بصور متحركة لجماهير الحجاج باللباس الأبيض فتشعر كما لو أنك تمشي بينهم. ويضم المعرض مجموعات تاريخية شهيرة لمطبوعات وخرائط عثمانية، كما يمكن رؤية الصور ذات الشهرة العالمية التي صورها المستعرب (سنوك هورجرونيه) والذي كان في عام 1885 أول غربي يزور مكة بعد اعتناقه للإسلام وقد كان جاسوسا تم إرساله إلى مكة من قبل الحكومة الهولندية لمعرفة ما إذا كان هناك مؤامرات تحاك ضد الحكم الاستعماري في أندونيسيا. كما يمكن لزائر المعرض الاطلاع على العديد من العملات الفضية والذهبية النادرة من بينها درهم فضي من اليمن تم سكه في (منى) عام 636 هجريا (1238 م) ، وهناك أيضا مجموعة من العملات النادرة تم سكها في مكةالمكرمة وتشمل دينارين من الذهب يرجع تاريخهما إلى الخلافة العباسية أحدهم من عهد الخليفة (المستعين بالله) ومؤرخة 248 هجريا (862 م) والثانية من عهد الخليفة ( المكتفى بالله) ومورخة 292 هجريا (904 م). ولا ينسى المعرض أيضا أن يقدم لزواره كيف كان الحج وكيف أصبح اليوم عبر عرض تاريخ الحج منذ فجر الإسلام إلى الآن ويمكن للزوار متابعة شرح لمناسك الحج والطواف على شاشات الفيديو الموزعة في أنحاء المعرض، كما يشاهد الزوار أفلام تسجيلية تحكي تجارب مسلمين هولنديين مع الإسلام وزيارتهم لمكة وأداء فريضة الحج..