استنكرت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين محاولات المستوطنين اليهود اقتحام المسجد الأقصى بدعم من الجيش الصهيوني مستغلّين انشغال الأمّة العربية والإسلامية بمآسيها وبثورات الربيع العربي التي لم تعرف نهايتها لحدّ الساعة، بل تحوّلت إلى فتن دفعت ثمنها الشعوب، داعية كلّ الضمائر إلى التحرّك العاجل لوضع حدّ لهذه الانتهاكت. أكّدت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في بيان لها، تلقّت (أخبار اليوم) نسخة منه، أنها تتابع بقلق بالغ منذ فترة المحاولات التي يقوم بها المستوطنون بدعم من جيش الاحتلال الإسرائيلي من اقتحام المسجد الأقصى تمهيدا لعملية تقسيمه مستغلّين انشغال العرب والمسلمين بمآسيهم وأوضاعهم، مندّدةبمحاولة الإسرائيليين فضّ المعتكفين والمنافحين عن الأقصى بالهمجية المعهودة منهم وباستعمال الغاز المسيل للدموع. وقد أدانت الجمعية بشدّة هذه المحاولات التي أسمتها (السافرة) وأهابت بالشعوب العربية والإسلامية الوقوف ضد تواصلها حتى لا تمرّ هذه الجريمة بصمت أو تتكرّر لتحقيق أهداف الإسرائيليين، مطالبة جميع الدول العربية والإسلامية والضمائر الحيّة في العالم بما فيهم المؤتمر الإسلامي والهيئات الدولية والجمعيات الإنسانية والحقوقية التحرّك العاجل لوضع حدّ لهذه الانتهاكات من قِبل الاحتلال، معلنا عن موقفها الداعم وبكلّ الوسائل للمنافحين عن الأقصى والمقدّسات الدينية في المنطقة. من جهة أخرى، دعا أبو عبيدة، المتحدّث باسم كتائب عزّ الدين القسّام الجناح المسلح لحركة (حماس)، الشعب الفلسطيني بالضفّة الغربية والقدس المحتلّة إلى إعلان انتفاضة فلسطينية ثالثة ضد (الاحتلال الإسرائيلي)، مؤكّدا في الوقت ذاته أن (القسّام مستعدّة للمواجهة المقبلة مع الجيش الإسرائيلي). وقال أبو عبيدة في حديث لوكالة (الأناضول) التركية إن (كتائب القسّام تدعو إلى انتفاضة فلسطينية في وجه الاحتلال في الضفّة الغربية والقدس لأن الاحتلال يستغلّ الظروف القائمة بمحيط فلسطين ويستغلّ المفاوضات العبثية من أجل تصفية القضية الفلسطينية وتثبيت وقائع جديدة على الأرض من خلال زيادة الاستيطان وتهويد القدس)، مؤكّدا على أن (كتائب عزّ الدين القسّام ستكون في قلب الانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي إن وقعت). وأضاف المتحدّث باسم الجناح المسلّح لحركة (حماس) أن (كتائب القسّام لديها هموما كبيرة اتجاه القضية الفلسطينية وهي في حالة عمل دائمة واستعداد دائم للمعركة الكبرى التي ستخوضها المقاومة للتصدّي للاحتلال الصهيوني وتحرير فلسطين). في السياق ذاته، أوضح أبو عبيدة أن العروض والمناورات العسكرية التي نفّذتها كتائب القسّام في أنحاء قطاع غزّة منذ مطلع شهر سبتمبر الجاري تهدف إلى (إيصال رسالة قوة إلى العدو الإسرائيلي فحواها أن المقاومة في قطاع غزّة لا زالت حاضرة وبقوة وسيكون لها كلمة من أجل قضية الأقصى والقدسوفلسطين). ونظّمت كتائب الشهيد عزّ الدين القسّام سبعة عروض عسكرية في مختلف مدن قطاع غزّة منذ مطلع الشهر الجاري، إحداها نظّمته شمال القطاع بالاشتراك مع تسعة فصائل فلسطينية وآخرها كان يوم السبت الماضي غرب مدينة غزّة. ويرى مراقبون للشأن الفلسطيني أن الهدف من العروض العسكرية لكتائب القسّام والأجهزة الأمنية لحكومة غزّة هو إيصال رسائل إلى أطراف داخلية وخارجية، بينها إسرائيل ومصر تؤكّد فيها حركة (حماس) أنها لا زالت قوية رغم أحداث مصر (إغلاق الجيش المصري الأنفاق بين رفح المصرية بشبه جزيرة سيناء، شمال شرق البلاد، وقطاع غزّة تزامنا مع عملية عسكرية موسّعة يقوم بها في سيناء لمطاردة إرهابيين). وشدّد أبو عبيدة على أن كتائب القسّام في حالة دائمة من الاعداد والاستعداد وستكون جاهزة للردّ بقوة والتصدّي لأيّ عدوان إسرائيلي على الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن (العمليات التي تنفّذها المقاومة في الضفة الغربية ضد جنود الجيش الإسرائيلي تثبت أن الشعب الفلسطيني حيّ وقادر على أن يفجّر الانتفاضة والمواجهة ضد الاحتلال في أي وقت يرى فيه أن قضيته تضيع). وعلى صعيد ثان قال المتحدّث العسكري باسم كتائب القسّام إن (أكبر مستفيد من أيّ صدام عربي عربي هو إسرائيل التي تزرع الفتنة بين الشعوب العربية والإسلامية وهي المسؤول الأوّل عمّا يجري في المحيط العربي من صراع داخلي ومحاولة لإقحام قطاع غزّة والمقاومة في الصراع الدائر في مصر)، مضيفا أن (المقاومة الفلسطينية في غزّة ليست طرفا في أيّ صراع عربي وبوصلتها موجّهة دائما باتجاه القدسوفلسطين، ولن نقع في فخّ المعارك الجانبية الذي يحاول العدو الصهيوني إيقاعنا فيه)، ولفت إلى أن (الاتّهامات التي توجّهها بعض وسائل الإعلام المصرية حول علاقة كتائب القسّام بالأحداث الأمنية والعسكرية في سيناء هي مجرّد فبركات إعلامية وأمنية، فلا علاقة للكتائب بما يجري في سيناء)، حسب قوله.