تتعدد مظاهر البؤس والحرمان ببلدية بطحية النائية الواقعة بأقصى جنوب عاصمة الولاية عين الدفلى، بيوت طوبية تشكل أغلبها النسيج الريفي و العمراني للمنطقة، ضعف في عملية تعبيد الطرقات المؤدية الى القرى و التجمعات السكنية وعطش دائم يؤرق الصغار قبل الكبار في البحث عن قطرة ماء. يتجرع لحد الآن سكان بطحية التي تبعد بنحو 75 كلم عن عاصمة الولاية عين الدفلى مرارة سنوات الجمر أين عاثت الجماعات الإرهابية آنذاك فساد، حيث نزح عشرات المواطنين إلى القرى والمدن التي يعتقد إنها آمنة تاركين كما قال أحد المواطنين ممتلكاتهم التي تعد مصدر رزقهم على غرار تربية المواشي وخدمة الأرض، لكن بعد هدوء الذي ساد المنطقة توجب على كل نازح العودة إلى مناطقهم الأصلية على ضوء صعوبة العيش مطالبين ببرامج لتأهيل المنطقة و الاهتمام بمناطق جنوب الولاية المحاذي لسلسلة جبال الونشريس المتضرر من العشرية السوداء، ولعل من بين المطالب المتعددة تأتي في مقدمتها السكن، التعليم الصحة والماء و الطرقات، وقال ممثل هؤلاء في اتصال معه، إن حصص السكن الريفي وإعانات الترميم الموجهة للمنطقة وكذا مشاريع الدعم الفلاحي لم تسمح بإزالة ديكور السكنات الطوبية المنتشرة في كل مكان، كما أن الطريق الرئيسي الذي يمر على الدواوير الثلاثة ويمتد على مسافة 7 كلم، بات يجلب للسكان الكثير من المتاعب بعد أن ساءت وضعيته كثيرا، وذلك في ظل انعدام الإنارة الخارجية، والأمر ذاته ينطبق على المسالك الداخلية التي تعرف نفس الوضعية. وتحدث ممثل المحتجين كذلك عن تغييب خدمات بعض المرافق الضرورية بسبب وجودها في حالة غلق، على غرار الفرع البلدي المغلق منذ أن تم تدشينه قبل أكثر من ثلاث سنوات وقاعة العلاج الموجودة، ناهيك عن معضلة العطش المستمرة طوال سنتين كاملتين بسبب التعطلات المتكررة لمضخات خزاني المياه، كما طالب السكان بتوسيع مدرسة بشري أمحمد الابتدائية التي تضم ثلاثة أقسام فقط لفائدة كافة تلاميذ الدواوير الثلاثة مع تدعيم المنطقة بالنقل المدرسي. ويؤكد هؤلاء المواطنين اللذين قاموا بوقفة احتجاجية أمام مقر البلدية بداية الشهر الحالي بأهمية تدارك الوضعية قبل أن يفتقد الشباب على الخصوص الأمل في المشرفين على قطاعات التنمية بالولاية.