كشف خبير عسكري تونسي عن تخطيط كتائب مسلّحة تسمّي نفسها جهادية تابعة لتنظيم (أنصار الشريعة) ومقاتلين مرتزقة لاجتياح الجنوب التونسي انطلاقا من الأراضي الليبية، غير بعيد عن الأراضي الجزائرية، وهو ما يمثّل تهديدا أمنيا شبه مباشر للتراب الجزائري يستدعي استمرار يقظة مختلف الأجهزة الأمنية وفي مقدّمتها الجيش الوطني الشعبي الذي يفرض رقابة مشدّدة على الشريط الحدودي. تضاف الكتائب التونسية المسلّحة إلى المجموعات الليبية الحاملة للسلاح التي تنشط في مناطق مختلف بليبيا، بعضها لا يبعد كثيرا عن حدود الجزائر التي سيكون عليها أن تواصل تشديد إجراءاتها قرب الحدود، خصوصا في ظلّ المعطيات الأخيرة التي تتحدّث عن نشاط مشبوه لجماعات مسلّحة في تونس، غير بعيد عن تراب بلادنا، خصوصا في ظلّ عجز السلطات الليبية والتونسية عن التحكّم في الوضع الأمني لبلديهما. وأفاد محمد صالح الحيدري وهو عقيد أركان حرب متقاعد على قناة (نسمة) الخاصّة ليل الجمعة إلى السبت، بأن كتائب تابعة لتنظيم (أنصار الشريعة) خطّطت لاجتياح الجنوب التونسي بمعيّة مقاتلين ليبيين ومرتزقة ضمن قوة تعدّ نحو 10 آلاف مقاتل انطلاقا من الأراضي الليبية. وقال الحيدري: (هناك مصادر وأدلة ثابتة وموثّقة بوزارة الداخلية تؤكّد هذا المخطّط). كان وزير الداخلية لطفي بن جدو كشف في تصريحات لإذاعة محلّية في وقت سابق هذا الأسبوع عن أن قوات الأمن التونسية أحبطت بالفعل مخطّطا لتنظيم (أنصار الشريعة) المصنّف تنظيما إرهابيا كان يهدف إلى تقسيم البلاد إلى ثلاث إمارات إسلامية بالشمال والوسط والجنوب. وأضاف بن جدو أن هذا المخطّط كان يتمّ التحضير له عبر تنفيذ سلسلة من التفجيرات والاغتيالات في عدّة مدن تونسية، وأوضح أن خطّة الاجتياح للجنوب التونسي (تبدأ بتنفيذ 50 عملية تفجير في كامل تراب الجمهورية وخاصّة بالعاصمة بهدف إرباك الجيش والأمن)، وأشار إلى أن الهدف الأوّل من هذه العمليات هو تشتيت جهود المؤسسة العسكرية والأمنية والتمهيد للهجوم على الجنوب عبر ليبيا، لافتا إلى أن الخطورة تكمن في استحواذ هذه الكتائب على جزء من الترسانة الكيميائية التي تركها جيش العقيد الرّاحل معمر القذافي. وقال الخبير الأمني ناصر بن سلطانة رئيس الجمعية التونسية للدراسات الاستراتيجية للأمن الشامل في تصريحات بثّتها محطّة نسمة الخاصّة إن هناك أكثر من 3500 مقاتل تونسي كانوا يقاتلون في سوريا وهم يتدرّبون الآن في منطقة درنة بليبيا. ورجّحت عدة تقارير تواجد زعيم تنظيم (أنصار الشريعة) بتونس سيف اللّه بن حسين الملقّب ب (أبي عياض) المطلوب للأجهزة الأمنية، على الأراضي الليبية. لكن بن سلطانة استبعد إمكانية شنّ هجوم على تونس عبر الأراضي الليبية بسبب خضوع المنطقة لمراقبة القوى الغربية والجزائر وتحليق مستمرّ للطائرات دون طيّار، مع تواجد الكتائب في منطقة بعيدة نسبيا عن الحدود التونسية. وقال الخبير الأمني: (فضلا عن المراقبة الإقليمية ترتبط تونس باتّفاقية صداقة مع الجزائر تعود إلى سنة 1983 وتنصّ على تدخّل الجيش الجزائري في حال تعرّضت تونس لأيّ هجوم من ليبيا)، وتمّ بالفعل تفعيل هذه الاتّفاقية سنة 1985 عندما هدّد معمر القذافي باجتياح تونس وأرسلت الجزائر حينها 2500 جندي على الحدود التونسية استعدادا للتدخّل.